دعا المفكر السياسي اليهودي الأمريكي نورمان فنكلشتين إلى إحالة «تقرير غولدستون» الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها على قطاع غزة، على محكمة العدل الدولية، معتبراً أن لا جدوى من طرحه على مجلس الأمن. ورأى أن «المذبحة في غزة أيقظت ضمير العالم... وعلى رغم الألم والضحايا، فإنه يجب استغلال الفرصة لحشد الرأي العام لفرض الضغط على إسرائيل كي تمتثل للقانون الدولي». وقال فنكلشتين خلال لقاء صحافي مشحون بالتوتر في نيويورك، إن استعمال كلمة حرب في وصف ما جرى في غزة غير مناسب. مجزرة غزة وأضاف: «مقابل كل إسرائيلي قتيل، قُتل مائة فلسطيني... هذه ليست إحصاءات حرب، انما إحصاءات مجزرة». وأشار إلى أنه «عندما نستخدم كلمة حرب عند الحديث عن الموضوع، نصبح وكلاء لإدعاءات إسرائيل بأنها كانت حرباً، فيما هي لم تخض معركة واحدة، بل واصلت القصف الجوي في الفترة الأولى من الهجوم واستعملت الفوسفور الأبيض». ومن المقرر أن يزور فنكلشتين لبنان قريباً، بعد جولة في الولاياتالمتحدة طفلة تعرضت للفسفور الابيض لعرض كتابه الجديد «هذه المرة تمادينا كثيراً» عن العدوان الإسرائيلي على غزة الذي يصدر نهاية الشهر الجاري ويؤكد ضرورة استغلال «الفرصة الحقيقية» المتمثلة في «إيقاظ المذبحة ضمير العالم». وشهد اللقاء الصحافي الذي عقده في نيويورك لعرض كتابه، مواجهات مع صحافيين يهود هاجمه بعضهم. وسأل صحافي من «راديو إسرائيل» فنكلشتين: «أي الأعمال أكثر وحشية في رأيك، ما ارتكبه الألمان ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية أو ما ارتكبه اليهود ضد العرب»؟ فجاء رد فنكلستين سريعاً قائلاً: «أنا لا أقارن بين ما إذا كان الأسوأ إلقاء فتاة عمرها ست سنوات في غرفة الغاز أو إلقاء قنابل الفوسفور الابيض عليها... أعتقد أن المجانين والمختلين عقلياً وأدبياً فقط هم من يريدون الدخول في هذا النوع من المقارنات». إلى محكمة العدل وتحدث عن تقرير القاضي ريتشارد غولدستون قائلاً إنه لا يفهم لماذا يوصف التقرير في الصحافة الدولية بأنه «مثير للجدل»، مشيراً إلى أن غولدستون «استنتج ما كانت تقوله النخبة السياسية والعسكرية الاسرائيلية قبل الهجوم وخلاله وبعده». وذكر بتصريح لوزيرة الخارجية آنذاك تسيبي قالت فيه إن «حماس تدرك الآن أن إسرائيل ستتصرف بوحشية رداً على إطلاق النار على أي من مواطنيها، وهذا شيء جيد». وشدد على أن «انتهاك حقوق الإنسان في غزة ووحشية الهجوم كانا ضمن مشروع مخطط بدقة ولم يأت بالصدفة». ورأى أن «تقرير غولدستون كان متحفظاً ومتوازناً مقارنة بالتقارير الأخرى مثل تقرير المنظمة الدولية الحقوقية «هيومن رايتس ووتش» الذي أكد أن استعمال اسرائيل الفوسفور الأبيض كان جريمة حرب، بينما تقرير غولدستون أشار بحذر إلى أن إسرائيل ربما تكون قد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في غزة». وأشار إلى أن «مشكلة إسرائيل مع التقرير ليست في مضمونه، لكن المسألة هي شخص من قدم التقرير، وهو القاضي ريتشار غولدستون... إذا انتقدت إسرائيل في الماضي كان هذا يعني أنك معادٍ للسامية، وإن كنت يهودياً، فهذا يعني أنك يهودي كاره لنفسه، وإذا لم تكن كذلك، فهذا يعني أنك منكر للمحرقة. لكن غولدستون ليس من أي من هذه الفئات، بل هو رجل يصف نفسه بأنه صهيوني وانه يعمل من أجل اسرائيل طوال حياته». وأبدى فنكلشتين أسفه «لأن الأممالمتحدة لا تفعل شيئاً» في شأن التقرير. وأضاف: «هناك أشياء يمكن فعلها، وأنا تحدثت إلى وفود عربية عدة وقدمت رأيي في ما يمكن فعله... يجب أن تحيل الجمعية العمومية (للأمم المتحدة) التقرير على محكمة العدل الدولية. ولا أظن أن الذهاب إلى مجلس الأمن مناسب الآن. الجميع يعلم أن المياه راكدة هناك». وأضاف رداً على سؤال إن «عجلة العدالة تسير ببطء شديد في الأممالمتحدة، وآمل أن تتم الاستفادة من الفرصة».