منذ موسم 1981 وحتى اليوم شكلت مقابلات الدربي ال26 التي جمعت فريقي مدينة قابس الملعب والمستقبل حدثا رياضيا بارزا يجمع بين الفرجة والتشويق والحرارة حتى في غياب الرهانات واختلال الموازين. دربي قابس بين الشقيقين يعيش اليوم عيد ميلاده الثلاثين وقد تم تصنيفه في المرتبة الثانية بعد دربي العاصمة لما يوفره من حضور جماهيري كبير وفرجة على المدارج وأغاني خاصة بالفيراج وتنافس رياضي يخرج أحيانا عن المألوف، لكنه يظل دائما محافظا على مبادئ الجوار والقرابة والتحابب والروح الرياضية. منذ موسم 1981 تاريخ أول دربي بين «الجليزة» و«الستيدة» عاشت مدينة قابس على وقع 26 لقاء بين بطولة وكأس تونس دارت 15 مقابلة بملعب عمر دغمان على الأرضية الصلبة بينما كان نصيب معشب قابس حتى لقاء ذهاب هذا الموسم 11 مواجهة انتصر مستقبل قابس خلال هذه المواجهة 9 مرات وانتصر الملعب 6 مرات بينما انتهت 11 مقابلة بالتعادل وكان أول دربي سنة 1981 وكانت نتيجته لصالح «الستيدة» (1 0) في الذهاب و(2 0) في الاياب. دربي لا ينسى موسم 2006/2007 شهد حادثة غير عادية جعلت ذلك الدربي لا ينسى ويبقى محفورا في ذاكرة التاريخ، الملعب كان منتصرا في الشوط الأول ومع بداية الشوط الثاني ساهمت حرارة اللقاء في هيجان طبيعي لجماهير «الجليزة» فما كان من الحكم عواز الطرابلسي إلاّ أن أوقف اللقاء بعد أن شاهد بعض النيران على المداراج والحقيقة أن عوّاز أفسد العرس الكروي بتسرعه في اتخاذ القرار. تعاون وتحابب على مرّ الأجيال ورغم ما يحرّكه أحيانا دربي قابس من تنافس ومشاحنات فإن ايجابيات هذا الدربي كانت الى وقت قريب متعدّدة أولها الاعتماد على أولاد الجهة والتحفيز على العناية بالمواهب وخلق أجيال من الشبان. كما ظلّ التعاون بين الفريقين بدون انقطاع ولا أدل على ذلك من أن هذه الأسماء التالية لعبت في الفريقين: منذر شمام، منجي بوشاعة، عادل بالريش، منير النحالي، كمال زريق، لسعد الفرجاني، أنيس العكروت، خليفة شويّة، سمير روّان، يسري التواتي. أمّا في الثنائيات فنتذكر الأخوين عمر الشهباني الذي لعب في الجليزة وشقيقه عبد القادر لعب في الستيدة. الاطار الفني أيضا قد طال التبادل والتعاون الاطارات الفنية التي أشرفت على الفريقين ونذكر أسماء طارق ثابت ولسعد معمّر وبوعلام منكور والطاهر الباردي ورؤوف المرزوقي ورضا الزموري وغيرهم كثر. كيف سيكون «دربي» هذا الأسبوع؟ قد يكون دربي إياب هذا الموسم من أقوى المواجهات التي ستكون نتيجتها حاسمة على مستوى التتويج بعد أن انحصر منطقيا أمل الصعود بين «الجليزة» و«الستيدة». الكرة علمتنا أن لا أحكام مسبّقة على نتيجة الدربي حتى وإن كانت المستويات متفاوتة فما بالك. إذن والفريقان متنافسان على الصعود. الأمور الثقيلة ستكون هي الفيصل والدهاء التكتيكي للمدرب سيكون له دور أساسي في احراز الانتصار المهم أن يكون دربي قابس هذا السبت عرسا كرويا بأتم معنى الكلمة والمهم أيضا أن قابس ستصعد «للناسيونال» مهما كان اسم المنتصر والأكيد أن الروح الرياضية ستكون المنتصر الأول والأخير. محسن بوعزيزة (لاعب سابق في «الجليزة») يا حسرة على أيام زمان كنا جميعا من أبناء الجمعية نلعب على المريول ولا نفكر في المنح. أما اليوم فإن الأمور تغيّرت كثيرا والاحتراف أضر بنا ولم تعد للدربي نفس النكهة. هذا الموسم «الجليزة» كانت قوية جدا وتملك فريقا متكاملا وهذا بفضل ما أنجزه رئيس الجمعية رياض الجريدي الذي يستحق كلمة شكر. «الجليزة»، ستكون الأقرب للانتصار والمهم أن يدور اللقاء في كنف الروح الرياضية العالية. محمد الباردي (لاعب سابق «الستيدة») الدربيات لا تخضع للأحكام المسبّقة بل لجاهزية اللاعبين يوم اللقاء ومستوى الفريقين متقارب والانتصار سيكون من نصيب الفريق الذي سيتحكم في أعصابه ويحكم استغلال الفرص، دربيات أيام زمان كانت أفضل على جميع الواجهات وحتى الجمهور كان أفضل يحترم المنافس ولا تصدر عنه تجاوزات، أرجو أن تخرج الروح الرياضية منتصرة وليكن الفوز للأجدر.