بعث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة قبل الماضية برسالة «تهنئة» الى رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني زاعما أن أرض فلسطين التاريخية هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وهو ما أثار غضب حركة «حماس» والفلسطينيين الذين أطلقوا أمس فعاليات إحياء الذكرى 62 للنكبة. وفي رسالته الى نتنياهو أكد أوباما متانة العلاقات بين اسرائيل والولاياتالمتحدة والتزام بلاده بأمن الكيان الاسرائيلي، زاعما أن أرض فلسطين التاريخية هي وطن لليهود. مغالطات تاريخية وجاء في «تهنئة» أوباما أنه «بعد دقائق من إعلان دافيد بن غوريون عن «استقلال إسرائيل» وتحقيق الحلم بدولة الشعب اليهودي في وطنهم التاريخي كانت الولاياتالمتحدة أول دولة تعترف بإسرائيل» حسب تعبيره. وأضاف الرئيس الأمريكي أن الولاياتالمتحدة تواصل الحفاظ على علاقات متينة غير قابلة للكسر مع «إسرائيل»، والتي تنطوي على التزام الولاياتالمتحدة المتواصل بأمن «إسرائيل». وقال إن «إسرائيل» ستظل حليفا استراتيجيا مركزيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأكد أنه على ثقة بأن العلاقات الخاصة مع اسرائيل سوف تستمر وتتعزز في الشهور والسنوات القادمة، على حدّ قوله. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستواصل بذل الجهود مع اسرائيل للتوصل الى سلام شامل وتحقيق الأمن في المنطقة، بما في ذلك حل الدولتين للشعبين، ومواجهة ما أسماه «القوى التي تهدد «إسرائيل» والولاياتالمتحدة والعالم». وأبدى أوباما تقديره لما أسماه «الانجازات غير العادية التي حققها الشعب الاسرائيلي، والعلاقات القوية مع الشعب الأمريكي». ووجه التهنئة للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنانياهو. وندّدت حركة «حماس» بتصريحات أوباما مؤكدة أن أرض فلسطين التاريخية هي أرض للشعب الفلسطيني، وكل شيء فيها يشهد بأنها أرض عربية وإسلامية. وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل انه «لا أحد يستطيع بأي قرار كان سياسيا أو مجاملة للعصابات المحيطة بالبيت الأبيض أن يعطي ميثاقا لإسرائيل بأن تشطب هذا التاريخ بمجرد قلم». وتساءل البردويل «هل يريد أوباما أن يعيد عهد وعد بلفور من جديد ليمنح من لا يملك من لا يستحق وطننا لشعب لا أصل له كاليهود وينتزع حقّ شعب أصيل كالشعب الفلسطيني؟». وأكد البردويل أنه «ثمّة خدعة كبيرة تُحاك ضد الشعب وضد من يدّعي أنه يمثل الشعب في مفاوضات عبثية» وأن الشعب الفلسطيني شعب حي مؤمن صاحب إرادة صلبة وعزيمة جبّارة وهو بدمه وبدم أبنائه وأجداده رسم الخارطة وصك الملكية ولن يستطيع أي طارئ على التاريخ أن يشطب هذه الخطوط والصكوك». مسيرة العودة وقد أطلق أهالي فلسطينالمحتلة عام 1948فعاليات إحياء الذكرى الثانية والستين لاغتصاب أرضهم وإقامة الكيان الاسرائيلي. ويُحيي الفلسطينيون هذه الذكرى بالانطلاق في مسيرة العودة قرب المسجد الغربي في الطيرة في اتجاه قرية مسكة المهجّرة داخل أراضي 1948، وشارك الآلاف في المسيرة وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل أسماء القرى المهجّرة. وقال النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة «نؤكد كل عام وكل يوم أننا ملتزمون بالعودة وليس فقط بحق العودة، نؤكد أننا لن ننسى ولن نغفر مادامت جريمة النكبة وتبعاتها مستمرة». ولوحظ في المسيرة أن بعض المشاركين كانوا يحملون العلم التركي. وذكر موقع «عرب 48» الاخباري أن اللجنة التحضيرية لمسيرة العودة القطرية ال13، كانت قد عقدت اجتماعا لها في مدينة الطيرة، في نهاية الشهر الماضي وأقرّت المسيرة، وذلك بمشاركة أعضاء اللجنة المحلية، إضافة الى مندوبين عن جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين. وتجدر الاشارة الى أن مسيرة العودة القطرية تحولت الى تقليد سنوي منذ 13 عاما، وتحت شعار «يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا» يقوم فيه الفلسطينيون في الداخل في ما يسمى «يوم استقلال اسرائيل» بإحياء ذكرى النكبة من خلال مسيرات العودة الى احدى البلدات الفلسطينية المهجرة في كل عام. و كان الكنيست قد أقرّ بالقراءة الأولى في منتصف الشهر الماضي قانونا يحظر إحياء ذكرى النكبة.