الرابعة على التوالي: الدفاعات الجوية الإيرانية تدمر مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 35    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    اتحاد الشغل يدعو النقابيين الليبيين الى التدخل لإطلاق سراح أفراد قافلة "الصمود"    نتنياهو: "إغتيال خامنئي سيُنهي الصراع".. #خبر_عاجل    عاجل/ وزير الخارجية يتلقّى إتّصالا من نظيره المصري    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    من تطاوين: وزير التربية يشرف على انطلاق مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    حالة الطقس هذه الليلة    "سيطرنا على سماء طهران".. نتنياهو يدعو سكان العاصمة الإيرانية للإخلاء    تظاهرة يوم الابواب المفتوحة بمعهد التكوين في مهن السياحة بجربة .. فرصة للتعريف ببرنامج التكوين للسنة التكوينية المقبلة وبمجالات التشغيل    تعيين التونسية مها الزاوي مديرة عامة للاتحاد الافريقي للرقبي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    عاجل/ إضراب جديد ب3 أيام في قطاع النقل    الشيوخ الباكستاني يصادق على "دعم إيران في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية"    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    عاجل/ هذا موقف وزارة العدل من مقترح توثيق الطلاق الرضائي لدى عدول الإشهاد..    الكأس الذهبية: المنتخب السعودي يتغلب على نظيره الهايتي    إجمالي رقم اعمال قطاع الاتصالات تراجع الى 325 مليون دينار في افريل 2025    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    منوبة: الاحتفاظ بمربيّي نحل بشبهة إضرام النار عمدا بغابة جبلية    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    الكاف: فتح مركزين فرعيين بساقية سيدي يوسف وقلعة سنان لتجميع صابة الحبوب    كيف نختار الماء المعدني المناسب؟ خبيرة تونسية تكشف التفاصيل    منذ بداية السنة: تسجيل 187 حالة تسمّم غذائي جماعي في تونس    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    كأس العالم للأندية: تشكيلة الترجي الرياضي في مواجهة فلامنغو البرازيلي    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    الحماية المدنية: 536 تدخلا منها 189 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    صاروخ إيراني يصيب مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب..    وفد من وزارة التربية العُمانية في تونس لانتداب مدرسين ومشرفين    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    كأس العالم للأندية: برنامج مواجهات اليوم الإثنين 16 جوان    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    "صباح الخير يا تل أبيب"!.. الإعلام الإيراني يهلل لمشاهد الدمار بإسرائيل    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    إطلاق خط جوي مباشر جديد بين مولدافيا وتونس    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأجيال الجديدة بين مواجهة الاحتلال وحماية الهوية الفلسطينية من الضياع
ملفات «الصباح»: 1948 2009 : 61 عاما على النكبة
نشر في الصباح يوم 15 - 05 - 2009

«الصباح» تستطلع آراء ومواقف شخصيات فلسطينية في الداخل والخارج
د. طلب الصانع عضو "الكنيست" الإسرائيلي: «النكبة ليست حدثا عابرا... ومرور الزمن لم يزدنا سوى إيمانا وتمسكا بالحق المشروع»
هاني المصري (محلّل سياسي مقيم في رام الله): «نعيش مرحلة خطيرة جدا إذا لم نحسن قراءتها قد تكون فيها نكبتنا الجديدة»
د. مصطفى البرغوثي وزير الاعلام في حكومة الوحدة الوطنية: «لن ينوبنا أحد في الدفاع عن قضايانا المشروعة»
د. سحر القواسمي عضو المجلس التشريعي عن دائرة الخليل: «نحن ضَحايا الضّحايا»
تمر اليوم الذكرى الواحدة والستون على احداث نكبة 1948 التي يحرص الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على احيائها على طريقته وبكل الوسائل المتاحة لديه في محاولة منه للتمسك بهوية وطنية فلسطينية ما انفكت تتصدى للرياح العاصفة التي تسعى لاقتلاع جذورها وطمسها والغائها. ولاشك ان في تزامن هذه الذكرى السنوية التي يحتفل خلالها اليهود بذكرى اعلان نشاة اسرائيل من رحم الامم المتحدة وعلى ارض فلسطين التاريخية مع التغييرات المتسارعة على الساحة الدولية بما تشهده من غياب للتوازن الدولي وتردد في الموقف الاوروبي وضعف وتراجع خطير في المشهد العربي الى جانب الانقسام الخطير في الصف الفلسطيني ما يمنح هذه الذكرى اهمية بالغة. فاذا كانت اسرائيل نجحت في اقامة الكيان العبري الذي بنته على دعاية خطيرة وجذابة بان فلسطين كانت ارضا بلاشعب لشعب بلا ارض فان ما تروج له القيادات العسكرية والاسرائيلية بشان مشروع الدولة اليهودية ليس سوى ا ستكمال لما كانت الحركة الصهيونية بشرت به قبل عقود طويلة ...
واذا كانت اطراف كثيرة تتحمل مسؤولية حدوث النكبة فان الشعب الفلسطيني وحده من تحمل ولايزال يتحمل تبعاتها السياسية والاجتماعية والانسانية ويدفع يوميا ثمنها من دماء وارواح ابنائه وعلى حساب امنه واستقراره ومصيره... وبعيدا عن العودة الى مختلف اطوار ومراحل النكبة التي قد لا تكفي كل المراجع في تدوينها فقد ارتاينا ومن خلال هذا الملف رصد آراء ومواقف عدد من الشخصيات الفلسطينية في الداخل والخارج في محاولة لاستقراء المستقبل وتحديد اولويات ودور الاجيال الصاعدة في حماية الذاكرة الفلسطينية وتحصينها من مختلف المحاولات التي تتهددها وتسعى لاتلافها ومن بينها د مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة العربية الذي شد الانتباه بمواقفه بعد استقالته من مفاوضات مدريد الى جانب د طلب الصانع عضو الكنيست العربي عن الكتلة العربية للتغيير وطلال عوعل الكاتب والمحلل السياسي في غزة ود هاني المصري المحلل السياسي برام الله مدير مركز بدائل للابحاث والاعلام الى جانب د سحر القواسمي عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح بمدينة الخليل ود راوية الشوا عضو المجلس التشريعي المستقلة عن دائرة غزة والسفير سلمان الهرفي لنكتشف ومن خلال كل الاراء عمق وثراء الذاكرة الفلسطينية المحفورة لدى كل الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم وتجاربهم في الحياة...
د. طلب الصانع عضو "الكنيست" الإسرائيلي: «النكبة ليست حدثا عابرا... ومرور الزمن لم يزدنا سوى إيمانا وتمسكا بالحق المشروع»
* أين يقف فلسطينيو ال48 اوعرب اسرائيل بين الذكرى الواحدة والستين للنكبة وبين ذكرى تاسيس اسرائيل؟
- واضح انه في نفس الوقت الذي تحتفل به اسرائيل بمرور واحد وستين عاما على تاسيسها فان الجماهير الفلسطينية تحيي بدورها الذكرى الواحدة والستين للنكبة ولكن وفي حين تقيم اسرائيل الافراح والاحتفالات فان الفلسطينيين يحيون ميراثهم في القرى والمدن المهدمة وفي هذا تاكيد من جانبهم على ان مرور الزمن لم يزد الفلسطينيين سوى ايمانا وتمسكا بحقهم المشروع والنكبة ليست حدثا عابرا او حدثا منتهيا بل النكبة واقع معاش ومستمر. وهي بالنسبة لكل الفلسطينين سواء كانوا في الداخل تحت نير الاحتلال او في الخارج او كانوا ايضا قابعين في المخيمات والملاجئ او كانوا يعانون العنصرية في اسرائيل فان النكبة ليست حدثا عابرا ومازالت واقعا نعيشه كل يوم والنكبة لن تنتهي الا بانتهاء تداعياتها وانهاء الاحتلال واعلان الدولة الفلسطينية واقرار حق العودة وللذين بقوا داخل اسرائيل وهم مليون ونصف حقهم في المساواة .في هذه الذكرى تجديد مع الحق ومع التاريخ والجغرافيا واذا كان اليهود يقولون انهم اقاموا بهذه الارض قبل الفي عام فان مضي واحد وستين عاما لن يسقط الحق الفلسطيني على هذه الارض.
* وهل تعتقدون ان الاجيال القادمة قادرة على مواصلة المسيرة وتحمل الامانة وحماية الهوية من الضياع؟
- بكل تاكيد اعتقد ان الاجيال القادمة قادرة على تحمل الامانة واذكر انه في 1948 لم يظل من الفلسطينيين اكثر من 150 الف وقد كانوا اقلية مستضعفة تحت حكم عسكري وفي ظل حرمان ومقاطعة عربية غبية الى اقصى الحدود ورغم كل ذلك فان الذين بقوا حافظوا على عاداتهم وتمسكوا بجذورهم وهويتهم وانتمائهم وهم اليوم اكثر من مليون ونصف فلسطيني واسرائيل ترى في وجودهم خطرا ديموغرافيا ورغم ذلك لم تستطع اسرائيل ان تزعزع الهوية الوطنية لهؤلاء ولا يمكنها اليوم باي حال من الاحوال تغيير واقع امة عربية من المحيط الى الخليج. قد تنجح اسرائيل في التسويق العسكري لمشاريعها ولكن لن يتوفر لها التسويق الحضاري ولن تمنع المواطن العربي فردا او مجموعة من الاعتزاز بتاريخه واصوله وانسانيته. صحيح ان الواقع العربي سيئ وفي تراجع ولكن البعد العربي قوي ولا يمكن لاسرائيل سلب هذه الهوية بسهولة او اسقاطها. هناك اليوم انفتاح عربي حاصل وهناك ايضا دول عربية تفتح ابوابها امامنا وهناك امتداد كبير حاصل للشرعية العربية ولذلك اقول ان الزمن لصالحنا وليس ضدنا لقد تجاوزنا الفترات الصعبة من حيث الوعي الثقافي ووسائل النضال كما اننا نملك بين ايدينا الحق وهذا يمنحنا القوة الاساس التي نحتاج لمواصلة المعركة.
هاني المصري (محلّل سياسي مقيم في رام الله): «نعيش مرحلة خطيرة جدا إذا لم نحسن قراءتها قد تكون فيها نكبتنا الجديدة»
* بعد واحد وستين عاما على احداث النكبة كيف تنظرون الى المرحلة القادمة في مسار القضية الفلسطينية؟
- النكبة مستمرة رغم مرور 61 عاما واسرائيل تواصل استكمال مصادرة الارض في الضفة وتهويد القدس يتكثف بهدف قطع الطريق لجعل المدينة جزء من الدولة الفلسطيية نحن نعيش مرحلة خطيرة جدا واذا لم نحسن قراءتها فقد تكون امامنا نكبة جديدة خاصة في خضم الانقسام الحاصل في المشهد الفلسطيني وكل نكبتنا بالنسبة لنا فرصة اضافية لاسرائيل لاستكمال مشاريعها الاحتلالية اما حكاية المفتاح الذي نتوارثه جيلا بعد جيل في معركتنا هذه فهو الذي حمى القضية حتى الآن وضمن استمرارها على مدى ستين عاما رغم الاهوال والمذابح والمعاناة التي مرت علينا وهو رمز جذورنا القوية المرتبطة بهذه الارض وفي اعتقادي فان البعد العربي يعطيه القدرة على التحمل رغم ظلم ذوي القربى احيانا والقضية ستنتصر هذا ليس بالقريب ولكنه ات ومهمتنا الاولى كيف نقلل عدد سنوات المعاناة ونتفادى المزيد من خسارة وفقدان البنى التحتية ولكن مهمتنا الاساسية ان نقوم بما نستطيع القيام به ولا نلقي على الجيل القادم ما يمكننا نحن القيام به والجيل القادم ستكون له حتما مسؤولياته الكبرى
* وهل من مجال لتحقيق التقدم مع الحكومة الاسرائيلية اليمينية الراهنة؟
- مبادرة السلام تنطوي في الاصل على مساومة تاريخية وتنازلات كبيرة وعقود من التطبيع واليوم فان أي تنازل جديد في شكل تعديل المبادرة العربية واسقاط حق العودة وعدم ربط التطبيع بالتقدم الحقيقي سيكون مرادفا للاستسلام والخيانة بدون أي التزام علني وبضمانة دولية من جانب اسرائيل باحترام استحقاقاتها واكرر بان أي تطبيع بدون تقدم فعلي سيشجّع اسرائيل بل سيفتح شهيتها لمطاردة العرب ومطالبتهم بمزيد التنازلات وبالتالي تكرار الماساة واضح ان اسرائيل تستدرج العرب لمزيد الليونة ولكنها في المقابل لا تخرج من الاراضي التي احتلتها ولا تقدم شيئا والتاريخ يعود مرة في شكل دراما ومرة في شكل مهزلة والاحداث تتكرر علينا وما يتعين الان استخلاص الدروس والعبر من كل الاحداث وهذا امر مهم.
* الان كيف تنظرون الى الحوار الفلسطيني وهل سقطت محاولات رأب الصدع؟
- علينا الاقرار ببعض المؤشرات الاعتراف بالاخر لم يكن موجودا من قبل وكل طرف من الاطراف كان يعمل لهزيمة ونهاية الاخر وليس للحوار معه يجب ان نؤمن بالشراكة نحن تحت الاحتلال وفي حاجة للشراكة اسرائيل تعتقل نوابنا وتمنع شعبنا من الحصول على المؤن والسلع الحيوية وتقيد تحركاته وبالتالي فان اسرائيل ليست عاملا خارجيا في الوضع الفلطيسيني بل انها عامل مؤثر في كل تفاصيل حياته اليومية من ابسطها الى اعقدها وهي تزيد اسباب الانقسام وتسعى لاستمراره وتاجيجه ومن مصلحتها استمرار هذا الوضع على حاله لكن هناك بالفعل تقدم ولكن لا يزال امامنا الكثير من العقد التي يتعين تجاوزها ومن هذا المنطلق فان الداعيين الى السلام في الجانب الفلسطيني المفاوضين من اجل السلام يجب ان يكون لديهم انياب واسلحة استعدادا لمواجهة كل الضغوطات حتى ياخذ العدو بالحسبان هذا الواقع والاستفادة منه ولكن للاسف حتى الان هذا الامر لم يحصل .بالتاكيد ليست نهاية الحوار الفلسطيني نحن في مرحلة اخرى بدلا من القطيعة التي كانت سائدة بدانا الحوار وكل طرف يحاول الحاق الطرف الاخر ببرنامجه وآرائه مطلوب الان المزيد من الخطوات للوصول إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة المرور للقبول بالاخر وارساء برنامج واضح للحكومة الوطنية الاوضاع لم تنضج بعد لدخول هذه المرحلة ولكنها افضل من السابق.
د. مصطفى البرغوثي وزير الاعلام في حكومة الوحدة الوطنية: «لن ينوبنا أحد في الدفاع عن قضايانا المشروعة»
* هل من مجال لاستذكار دروس النكبة في ذكراها الواحدة والستين؟
- بالتاكيد وهي دروس كثيرة ولا ادري ان كان هناك من مجال لاستعراضها كلها في هذا الفضاء او على الاقل رصد بعضها واقول اولا "ما حك جلدك مثل ظفرك "بمعنى انه لن ينوبنا احد في الدفاع عن حقوقنا المشروعة المسلوبة. نعم سيدعمنا البعض وهذا جد مهم ولكن علينا اولا ان نكون اولياء امورنا .ثانيا الانقسام شر ومصدر كل المخاطر والمصائب، ثالثا استمرار المعركة يعتمد على طرح معركة روايتنا بالشكل الصحيح للعالم وبطريقة لا تقبل التهميش .رابعا لا بد من تواضع القادة ليعيشوا في مستوى الشعب ويختبروا همومه اذ لايمكن لقيادة بعيدة عن شعبها ان تولى قيادته في معركة وطنية النقطة التالية التي اود طرحها انه لا لفصل الفلسطينيين في الداخل عن الفلسطينيين في الخارج نحن في حاجة الى كل شعبنا الفلسطيني في المهجر وحيثما كان ومن هنا اهمية حق العودة المقدس.
* بين إحياء اسرائيل الذكرى الواحدة والستين لتاسيسها وبين ذكرى النكبة الى اين يتجه المشهد الفلسطيني؟
- المشهد الفلسطيني واضح هناك حكومة اسرائيلية جديدة وليست صدفة ان هناك اكثر حكومة تطرف عنصري في اسرائيل صحيح انه لا يوجد فروق بين الحكومات الاسرائيلية ولكن هناك فروق بين المراحل واسرائيل تعتقد انها في مرحلة تصفية القضية الفلسطينية ولا تريد مفاوضات وترفض مبدا الدولة الفلسطينية المستقلة والقت في سلة المهملات كل الاتفاقيات من مدريد الى اوسلو ولذلك في اعتقادنا ان من يراهن على التفاوض مع اسرائيل يراهن على اوهام لانه وبكل بساطة فان اسرائيل تجمع بين نظام التمييز العنصري والتطهير العرقي الاسوا وبين الاحتلال الاطول، ويؤسفني ان اقول انه لا وجود لاي افق لاي تقدم وانه ليس في اسرائيل شريك لتحقيق السلام والمطلوب التصدي للاحتلال وليس الهروب من مواجهته وتجاوز النكبة لا يتحقق الا باستراتيجية تجمع بين المقاومة الشعبية الواسعة وبين دعم صمود الشعب وتحقيق الوحدة الفلسطينية وضمان التاييد الدولي وهذا لا مجال اليه بدون قيادة وطنية تكون لها رؤية كفاحية موحدة وتكون وحدها قادرة على تغيير واقعها اما الرهان على المفاوضات فهذا ضرب من الرهان الخاسر.
* وما مصير الحوار الفلسطيني وهل انتهى الحوار بالفشل؟
- لم ينته الحوار ولكنه لم ينجز ايضا وبالتاكيد فان حالة الحوار افضل من حالة الصراع ويؤسفني انه لا وجود في الافق لحالة اتفاق ظاهر والسبب في ذلك استمرار الصراع على السلطة ونحن من جانبنا نامل الا تقع خطوة انفرادية من هذا الجانب او ذاك تزيد الوضع تعقيدا وخطورة لان هذا ما تامل اسر ائيل في تحقيقه
* وهل سيكون للاجيال الصاعدة ما يكفي من الارادة والقدرة على مواصلة المسيرة ؟
- لديها وليس لديها ما يكفي في ان واحد هناك قناعة ثابتة لدى الكثير من الاجيال الصاعدة الملتصقة بالقضية ولكن الكثير ايضا في حاجة للتوعية وهذا هو دور القوى الفلسطينية التي تخلت عن هذا الدور وانشغلت بالصراع من اجل السلطة الوهمية تحت الاحتلال لاسيما مع استمرار الصراع بين «فتح» و«حماس» واستمرار الانقسام بين الضفة وغزة والذي لا يمكن الا ان يزيد الوضع تعقيدا ولذلك فان المطلوب المزيد من الالتفاف حول المشروع الوطني الفلسطيني والعزوف عن الانشغال بمكاسب لا قيمة لها.
* وكيف يمكن الحفاظ على الهوية الفلسطينية والذاكرة الوطنية في خضم كل اشكال الالغاء والتهديدات التي تتعرض لها؟
- احسن طريق لحفظ الذاكرة الفلسطينية من الضياع يمر عبر المقاومة بمعنى كل انواع المقاومة المتاحة وهي مشروعة ومطلوبة لكل الاجيال ولكل الفئات واقوى اشكال المقاومة هي المقاومة الشعبية وهي في اعتقادي في متناول الجميع ويمكن ان تكون مقاومة منظمة ضد الجدار العازل وضد مشاريع الترحيل وضد تهويد القدس ويمكن ان تكون مقاومة لمقاطعة البضائع الاسرائيلية وبامكان كل فلسطيني شيخا او طفلا او شابا الانضمام الى هذه المقاومة كما ان نقل الرواية الفلسطينية وحفظها في الذاكرة شكل من اشكال المقاومة ايضا وبهذا يمكن ان نشارك جميعا في المقاومة وان نضمن الحفاظ على المفتاح الفلسطيني الذي يبقى رمزا لحق العودة الذي لامجال للتفريط فيه وهذا المفتاح الذي نجده في كل بيت فلسطيني يؤكد على رفض الامر الواقع الذي يسعى الاحتلال إلى فرضه وهو رسالة لرفض الاستسلام واصرار على تغيير الواقع الراهن وبه نوجه رسالتنا للعالم اذا كان اليهود يريدون العودة ومسموح لهم بالرجوع الى بلد يقولون انهم عاشوا به قبل الفي عام فكيف لا يسمح للفلسطينيين بالعودة بعد واحد وستين عاما وهم الذين تركوا بصماتهم بوضوح على تلك الارض؟
د. سحر القواسمي عضو المجلس التشريعي عن دائرة الخليل: «نحن ضَحايا الضّحايا»
* بين احياء الفلسطينيين ذكرى النكبة وبين احتفال الاسرائيليين بتأسيس دولتهم اين تقف د سحر القواسمي ابنة الشهيد وسليلة عائلة معروفة بنضالاتها؟ قبل أقل من قرن من الزمان، كانت فلسطين منارة حضارية لكل من حولها، كانت سمة التعايش الحقيقي للانسان مع الارض، كنتَ تشتم فيها رائحة كل الانساب والحضارات والثقافات بسلاسة وتناغم خلق حباً وتآلفا مع كل من سكن في المكان.
في تلك الحقبة من الزمن، كانت أوروبا يسودها الفكر الكولونيالي الاستعماري فكانت تفتعل الحروب مبررة لمصالحها وكانت تضطهد الاخر مبررة بنقاوة عرقيتها فكانت الثقافة السائدة والمفاهيم المتبّعة تبرر كل إجراء ما دام يحمي السّادة أصحاب النقاء العرقي ورغباتهم ومصالحهم، فكانت الحروب السمة السائدة لتلك الحقبة حتى بين العرقيات النقية، فكيف كان حال الاقليات وخصوصاً في ظل ترسبات ثقافة السّادة والعبيد وغيرها من المفاهيم ونحن نقر أن اليهود هم أكثر من عانى في تلك المرحلة في الغرب مما دفعهم إلى التجمّع في أحياء سكنية لحماية أنفسهم، وقام السّادة بحصرهم داخل أسوار وإقفال الغيتوهات عليهم ورغم هذا فقد تميزوا بالذكاء والقدرة على تجميع الاموال فكانوا أصحاب نفوذ في عهد يرفض أن يكون السّادة إلا من أصحاب العرق النقي، عندها في تلك المرحلة تولدت فكرة التخلص منهم إلى أي مكان آخر وكانت بداية إشاعة الفكرة الصهيونية، فترى من بين رموزها على مر العصور الكثير من غير اليهود الذين استعملوا اليهود من أجل أهدافهم غير المعلنة ولهذا يرى المتتبع للتاريخ أن فكرة الوطن القومي لليهود كانت مطروحة في أكثر من مكان وأن مؤسسي الحركة الصهيونية لم يكونوا من المتدينين أو الملتزمين.
ونحن نقر أن اليهود كانوا ضحايا لفكر عنصري ساد أوروبا في تلك المرحلة للتخلص منهم مستعملين الفكر الصهيوني كمصيدة استقطاب.
إن مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية شكلت تحولاً حقيقياً في المفاهيم والقيم، فلون الموت الذي كان سائداً وَحّد كل العرقيات، والجرائم التي حدثت أثناء الحرب وَحّدت كل الضحايا إلى ضرورة الخروج عن القيم والمفاهيم القديمة، وأن العرقيات المختلفة حين تواجه عدداً مشتركاً قد تتحد، فبدأت تسود مبادئ حقوق الانسان، حقوق المرأة، حقوق الطفل، سيادة القانون، العدالة الاجتماعية، رفض التمييز العنصري، حماية المدنيين في وقت الحروب، حماية الاقليات، حماية السلم العالمية وغيرها...
ونعود هنا إلى نكبة فلسطين حيث كان هناك شعب مسالم يعيش بأمن متجانس، مثقف حضاري بالمفهوم السائد الان، لم يكن في يوم صاحب فكر استعماري، لم يضطهد ولم يشارك في اضطهاد أي كان، جاء غول ضحايا الغرب على شكل عصابات تقتل، تهدم، تهجّر أمام تواطؤ دولي وحتى الان يبحث هذا الشعب عن الذنب الذي اقترفه ولماذا لا يزال يصر العالم على التواطؤ مع المحتل ضده فهل هذا مبررٌ للضحايا السابقين أن يصبحوا جلادين؟؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.