نشطت مؤخرا سوق الهواتف الجوالة، ليس بسبب انخفاض في الأسعار أو من أجل نوع جديد خارق، ولكن من أجل هاتف مفقود، كان سعره لا يتجاوز الخمسين دينارا، والغاية، استعمال شفرته من قبل عصابات سرقة الأموال عن بعد! الهاتف المعروف باسم «نوكيا 1100» (Nokia 1100) أصبح محبّذا وعليه إقبال كبير من قبل العديد من الوسطاء والمشترين والتجار وخاصة المرتبطين بعصابات تحويل الأموال وسرقتها عبر اختراق الأنظمة المشفرة. وتفيد بعض المعلومات أن عصابات أوروبية ومغاربية وروسية تنشط بشكل ملفت وكبير في هذا الصدد، وتقوم بجمع هواتف نوكيا من صنف 1100 القديمة حتى وإن كانت معطّبة أو بها خلل. وقد صنع هذا النوع من الهواتف سنة 2002 وخاصة في المدينة الألمانية بوخوم (Bochum): والمثير للانبتاه، أن بعض المعلومات لدى بعض الباعة في سوق المنصف باي بتونس العاصمة تؤكد بأن سعر الهاتف الواحد تمّ بيعه في أوروبا بمبالغ فاقت الثلاثين ألف أورو أي ما يقارب 54 ألف دينار تونسي. مخاطبنا قال ان بعض التجار المرتبطين بأسواق الهاتف سواء المهرّب أو غير الأصلي، نشطوا مؤخرا وأصبحوا يقومون بشراء وتجميع هذا النوع من هواتف النوكيا، ولكن بأسعار أقل بكثير مما هي عليه في أوروبا، وقال ان الهاتف الواحد قد يتراوح ثمنه بين مائة ومائتي دينار، وفي كل الأحوال فهو يباع بسعر أثمن من سعره الحقيقي عندما كان يباع جديدا. وقد برزت مؤخرا العديد من الاعلانات على شبكة الانترنات أو عبر إرساليات الهاتف الجوال، يرغب أصحابها في شراء أجهزة «نوكيا 1100» بأسعار مغرية. ويزعم المرتبطون بهذا الصنف من التجارة بأن جوال «نوكيا 1100» الذي هو أول الأنواع في سلسلة نوكيا، يتضمّن خللا إلكترونيا في نظامه الرقمي الذي يسمح لأي رقم نداء آخر غير الرقم الأصلي من الدخول على الشبكة إضافة الى امكانية إعادة برمجة نظام الهاتف للقيام بخداع الشبكة والحصول على الرسائل النصية الموجهة لرقم معيّن غير الرقم الأصلي والحصول على عدد هام من المعطيات والبيانات الخاصة بالمستخدم وخاصة البيانات البنكية لبعض المستخدمين بعينهم ومنهم الناشطين في المجال المالي وانطلاقا من تلك الثغرات يمكنهم الولوج الى بعض الحسابات البنكية وتحويل مبالغ مالية هائلة. ويكون ضحايا هذه العمليات أساسا أولئك الذين يحصلون على أرقام معاملاتهم البنكية عبر الارساليات القصيرة أو عن طريق الانترنات. ويتمكن المخترقون من الحصول على أسماء المستخدمين وكلمات المرور وأرقام الحسابات وعدد آخر من المعطيات، ويتم تحليلها عبر برمجية تحكمها معادلات رقمية تولّد أرقاما سرية يمكن من خلالها القيام بعمليات الاختراق. كل هذه التسهيلات يوفرها حسب المخترقون، نظام التشفير الرقمي لهاتف «نوكيا 1100» وحسب بعض المواقع الالكترونية فإن شركة نوكيا نفت وجود مثل تلك الثغرات وقالت انها مجر د اشاعات، نفس الموقع قال ان شركة نوكيا أكدت حصانة هاتفها من أي اختراق، وأنه محصّن أمنيا بشكل تام. من جهة أخرى اتصلنا بالوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية، فأكد لنا مصدر بأن الأمر راج في البداية وخاصة في ما يتعلق بالهاتف المصنوع سنة 2000، لكن تبيّن لاحقا بأن هذا الهاتف صنع سنة 2002، وقال المصدر ان الأمر لا يعدو أن يكون مجرد إشاعة، إذ لا يمكن اختراق النظم البنكية بهذه الطرق.