حمى تسابق أهالي مدينة صفاقس هذه الأيام على الاتجار في الهاتف الجوال “نوكيا 1100” المصنوع خلال عامي 2001 و2002 التهبت بشكل مثير ويطرح أكثر من سؤال حارق، فهذا النوع من الجهاز القديم والذي لن يتجاوز سعره في أقصى الحالات ال20 دينار في أيامنا هذه وصل سعره إلى 25 ألف دينار، وينتظر البعض أن ترتفع بورصته لتبلغ المليار من المليمات الخبر انتشر بمدينة صفاقس وصار حديث المقاهي والبيوت وكل التجمعات البشرية، فلا حديث إلا عن الهاتف الجوال “نوكيا 1100” وأسعاره التي باتت في تصاعد يومي، الجميع يتهافت لاقتناء هذه النوعية القديمة من الهاتف الجوال، والجميع يبحث في أركان بيته عن جواله المهمل المخزن الذي “قام سعده” وصار كبرميل البترول.. مزاد الهاتف الجوال نوكيا 1100 وتحديدا المصنوع سنتي 2001 و2002 بدأ منذ حوالي عشرة أيام بألف دينار، لكن مع بداية هذا الأسبوع ارتفع ووصل إلى 25 ألف دينار بالتمام والكمال، لكن السؤال المطروح لماذا كل هذه المزايدات؟ الإجابة جاءت على ألسنة أهالي مدينة صفاقس الذين أكد لنا بعضهم أن شركة “النوكيا” تروم استرجاع هذه النوعية من الهواتف الجوالة بعد أن تفطنت إلى أن تلك الهواتف تحمل خاصية الكشف عن الكنوز وتحوي مادة يرجح أنها “الإيرانيوم”، مشيرين إلى أن الشركة المصنعة هي التي طرحت تلك الأسعار ورفعت فيها بغية استعادة جميع الهواتف المروجة بأنحاء مختلفة من البلاد والتي أحصاها لنا أحدهم بحوالي 500 هاتف جوال. هذه الرواية التي بات يتناقلها الأهالي وصارت كالطعام اليومي الذي لا يغيب عن أي مائدة، وعلى غرابتها فإنها وجدت آذانا صاغية ونفوسا مهووسة بحلم الثروة الطائلة، فقد كان التهافت الشديد على اقتناء هذه النوعية الرخيصة من الهواتف الجوالة وكذلك عرضها للبيع بأسعار مرتفعة وفلكية، وقد أسر لنا البعض أنه مازال يحتفظ بهاتفه الجوال “النفيس” في انتظار أن يصل السعر إلى المليار من المليمات، وأنه لن يتنازل عن هذا الرقم إلا إذا جاءه عرض أرفع. “الإعلان” ومن أجل تقصي حقيقة الخبر تحولت إلى إحدى نيابات شركة “نوكيا” بصفاقس، فكان اللقاء بإحدى الموظفات التي أكدت لنا أن الموضوع برمته عار من الصحة وهو مجرد إشاعة، مشيرة إلى أن مقر النيابة التي تعمل بها شهد خلال هذه الأيام توافد عدد كبير من أصحاب هذه النوعية من الهواتف الجوالة، جميعهم لجوا معها في مزايدات حول السعر، فأحد الأطفال جلب معه حوالي 10 هواتف وذكر أنه تكبد مشقة كبيرة في جمعها من أفراد عائلته وعرض عليها مبلغ 500 دينار عن الجهاز الواحد، وكهل قدم للتفاوض في سعر جهاز من ذات النوعية كان ابنه قد تورط في ابتياعه بمبلغ 150 دينار وأقنعه بأنه يساوي عشرة أضعاف ثمنه... هذه بعض النماذج الطريفة التي ذكرتها لنا محدثتنا والتي لم تجد تفسيرا لانتشار هذه الشائعة في مدينة صفاقس ومختلف مناطق البلاد سوى استحضار قصة “الهاكرز” التي انتشرت خلال سنة 2003 بألمانيا، و«الهاكرز» هي تسمية لقراصنة الحواسيب والبرمجيات، وهم عصابات محترفة من روسيا واليونان.. قيل إنها عرضت مبالغ خرافية من أجل الحصول على تلك الماركة من الهواتف الجوالة لاستخدامها في اختراق حسابات بعض البنوك وتحويل أموالها عبر الشبكة العنكبوتية إلى أرصدتهم، لكن شركة النوكيا أكدت عدم وجود أي ثغرات في نظام الهاتف النقال 1100 وأن جميع أجهزتها محمية من القرصنة