قتل كهلان شابا ضربا بالعصي في ضيعة قوارص بمعتمدية بلطة (جندوبة) خلال الأشهر الأخيرة وفق ما اعترفا به في الأبحاث والتحقيقات التي أحيلت مؤخرا على الدائرة الجنائية بابتدائية الكاف لمقاضاتهما قريبا. وتفيد المعطيات أن المظنون فيهما (50 و52 سنة) كانا يعملان حارسين لضيعة قوارص بمعتمدية بلطة وقد خرجا ليلة الواقعة يقومان بدورية تفقد لثمار القوارص وهي عملية روتينية اعتادا عليها كل حين وفي الأثناء شاهدا شابا يحمل كيسا على ظهره مملوءا بثمار البرتقال وهو يهمّ بالهروب لكن المظنون فيهما حاصراه وشرعا يلومانه على صنيعه وطلبا منه أن يترك الكيس ويغادرا المكان إلا أن الشاب تحفّز وسحب سكينا من بين طيات ثيابه وهددهما بها عندها انقضّا عليه ضربا بالعصي بصفة عشوائية حتى خارت قواه وسقط أرضا يتضوّر من شدّة الآلام ثم دخل في حالة إغماء تامة، حينها أحس المظنون فيهما بخطورة فعلتهما ولم يجدا خيارا غير إبلاغ أعوان الحرس الوطني الذين تحولوا الى مكان الحادثة ونقلوا المصاب الى المستشفى المحلي ببوسالم حيث تلقى الاسعافات الضرورية ونظرا لخطورة إصابته تمّ نقله على متن سيارة إسعاف الى مستشفى الرابطة بتونس العاصة إلا أن الموت لم يمهله وقتا أطول ففارق الحياة قبل الوصول إليه متأثرا بجروحه العميقة. وجاء في التقرير الطبي المجرى بمستشفى شارل نيكول أن الهالك تعرض الى الاعتداء بجسم صلب على مستوى رأسه وبقية جسده سبّب له نزيفا حادا أودى بحياته بعد ساعات قليلة من وقوع الحادثة. وعكف أعوان الحرس الوطني على البحث في تفاصيل القضية وألقوا القبض على الحارسين وبالتحرير عليهما اعترفا بأنهما اعتديا على الهالك ضربا بالعصي بشكل عشوائي الى أن سقط أرضا ثم افتكّا منه السكين وأكدا أنهما لم يخطّطا لقتله ولم تكن نيتهما منصرفة الى إلحاق الأذى به بل كانا يريدان منعه من السرقة. وبعد إتمام الاجراءات الأولية مثل الحارسان أمام قاضي التحقيق وكرّرا اعترافهما السابق مما جعل قاضي التحقيق يصدر في شأنهما قرارا يقضي بإيداعهما سجن الايقاف وعرض ملف القضية على دائرة الاتهام بالكاف فوجهت إليهما تهمة الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت دون قصد القتل وإحالة ملف القضية على الدائرة الجنائية بابتدائية الكاف لتقرّر في شأنهما ما تراه مناسبا.