توصل الروس والأمريكان مؤخرا الى اتفاق حول مسألة الحد من انتشار الاسلحة النووية هذا الأمر كان بمرتبة الحلم صعب المنال نظرا لتاريخ الصراع بين الطرفين وتضارب المصالح بينهما، وهو ما جعلنا نتساءل كيف حصل ذلك؟ ومن الذي وفّق بين روسيا وعدوها التاريخي؟ بالأمس فقط حللنا اللغز... وللأمانة ما كنا لنحله لولا اطلاعنا على الورقة التي قدمتها روسيا وأمريكا لجامعة الدول العربية والتي تضمنت جملة من المقترحات حول كيفية ارساء السلام في منطقة الشرق الاوسط. وجدنا أخيرا الحلقة المفقودة فقد اتفقت أمريكا مع روسيا ولأول مرة وبشكل واضح على أن احلال السلام في الشرق الاوسط يجب أن يحصل قبل الحديث عن الملف النووي «الاسرائيلي»؟!! أصبحت الصفقة واضحة الآن، فالاتفاق بين روسيا وأمريكا تم على قاعدة المصالح الصهيونية، وهو ما يؤكده الاتفاق حول «طريق» السلام في الشرق الاوسط. فقد تنازلت الولاياتالمتحدة عن مخاوفها من خطر تقليص ترسانتها النووية مقابل تبني روسيا لنظرية السلام الصهيونية وأصبح العرب أخيرا نقطة وصل بين الأعداء. ولعل من غرائب هذا الزمان ان يشترط على العرب ادخال رقابهم «طوعا» تحت المقصلة النووية الصهيونية. كما طلب منهم الامضاء على كل اتفاق يتعلق بنزع سلاح ما، بداية من العصر الحجري وصولا الى زمن الرداءة، فالعرب مطالبون بالقضاء على أسلحتهم البيولوجية والكيميائية وأسلحة الدمار «الشامت» وعدم القيام بتجارب نووية ونزع حتى الحجارة من شوارع فلسطين وفق ما تنص عليه الاتفاقية الدولية التي أبرمت في العصر الحجري بين الشتات اليهودي وسكان كوكب الأرض. وتأكيدا على قمة التواطؤ والانحطاط الأخلاقي العالمي تم خلال الاتفاق الروسي الأمريكي تحويل وجهة القرار الدولي الصادر سنة 1995 والذي طالب بإعلان منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من السلام النووي، والذي كان يقصد السلاح النووي الصهيوني. لكنه وفق المقترحات الأخيرة أصبح يقصد الدول العربية. فيما أصبحت أسلحة كيان الاحتلال الصهيوني محمية ليس من قبل أمريكا فقط بل وروسيا أيضا. فالسلاح الصهيوني ضرورة قبل ارساء «سلام كامل وفاعل وعادل» والسلاح العربي تهديد وخطر لا بدّ من القضاء عليه وعلى من يمتلكه «طوعا». أخيرا تحالف الدب مع المارد لكن ليس لاحلال السلام وحماية المواثيق والاخلاقيات الدولية وإنما لإنهاء كل فرصة للسلام وانتهاك كل الحرمات الدولية والعربية خاصة، هذا هو السلام الجديد... سلام المساطيل... الروس والأمريكان... سلام بألوان الدم العربي وبطعم «الفودكا» الروسية وفي سواد الحقد الصهيوني...