كانت خيبة أمل كبرى لعشاق الكرة الطائرة التونسية حيث كان الانحيار واضحا في بطولة افريقيا للنوادي البطلة في صفاقسوسوسة. فالنادي الصفاقسي منظّم البطولة وحامل آمالنا لم يتجاوز المرتبة الثالثة والنجم الساحلي ممثلنا الثاني اكتفى بالمرتبة السابعة. هذه البطولة الافريقية كشفت التراجع المذهل للكرة الطائرة التونسية وأشرت للتفوّق المصري دون منازع بما أن الأهلي المصري واجه في الدور النهائي الزمالك المصري. وفاز عليه بثلاثة أشواط لواحد وكأن الأمر يتعلّق ببطولة مصر وليس ببطولة افريقيا باعتبار أن الأهلي كان قد فاز على الزمالك في نهائي بطولة مصر بنفس النتيجة وهزمه أيضا في نهائي كأس مصر بثلاثة لواحد دائما. الأمر شأن مصري خالص في حين أن المؤشر الآخر على تفوّق الطائرة المصرية على الطائرة التونسية هو فوز الزمالك على النجم الساحلي في سوسة في ربع النهائي بثلاثة أشواط لواحد في حين فاز الأهلي على النادي الصفاقسي في صفاقس في نصف النهائي بثلاثة أشواط لصفر. تفوّق النوادي المصرية ينضاف الى تفوّق المنتخب المصري وهو صاحب آخر بطولتين افريقيتين والمتألق في لقاءات الرابطة العالمية WORLD LEAGUE. المؤكد ان الكرة الطائرة المصرية تعيش في كوكب آخر وتحلّق في سماء العالمية في حين أن طائرتنا غير قادرة على الاقلاع مكسورة الجناحين والامر خطير جدا ويتطلب وقفة حازمة من طرف جامعة الكرة الطائرة اداريا وفنيا ومن النوادي حتى تستعيد طائرتنا حيويتها وضخّها بجناحين من أرفع مستوى وتحلّق عاليا على الصعيد الافريقي وتقترب من سماء العالمية لأن المادة الخام متوفّرة ولا تنتظر سوى التخطيط والعمل وخصوصا الايمان بضرورة الاقلاع وتوفير السبل الكفيلة بانجاز الطموحات والا على طائرتنا السلام وعندها لن يبقى لنا سوى... الكلام. عبد المجيد مصلح كمال رقيّة (المدير الفني لجامعة الكرة الطائرة): الضوء الأحمر اشتعل.. «البطولة الإفريقية للنوادي البطلة أكدت الأسبقية الحالية للكرة الطائرة المصرية على صعيد الأكابر. ولا مجال للمقارنة حاليا على صعيد النوادي ومنتخب الأكابر بين الطائرة المصرية والطائرة التونسية. عندما كنا نفوز على مصر على الصعيد الإفريقي في الأكابر كانت السيادة لمصر في الأصاغر والأواسط في دورتين متتاليتين. وعندما انهزمنا أمام مصر سنتي 2005 و2007 في الأكابر أصبح التفوق لصالحهم في جميع الأصناف وهنا اشتعل الضوء الأحمر في حين كان علينا أن نتساءل عن الكرة الطائرة التونسية عندما كان منتخب الأكابر بطلا لإفريقيا وكان الشبان يخسرون الألقاب. انطلق عملنا بقوة واسترجعنا بطولة الأصاغر عام 2006 كما فزنا سنة 2008 ببطولتي إفريقيا في الأصاغر والأواسط وهذا مسار جديد. المصريون دعموا تفوقهم في الأكابر بالمشاركة في مقابلات الرابطة الدولية واكتسب لاعبوهم النضج التكتيكي في التظاهرات العالمية ذات المستوى الرفيع. نحن نريد دعم النوادي لتوسيع القاعدة واختيار الأفضل للمنتخبات. أنديتنا حاليا تلعب بخليط من الكبار والصغار والأجانب وهمها بطولة وكأس تونس. يجب أن ندعم المنتخب الحالي بالتحضيرات وننتظر الجيل الجديد الذي أخذ الصدارة في الأصاغر والأواسط لندعم الأكابر. يلزم «شوية وقت» ولكن مع مواصلة العمل المتميز على مستوى الشبان وهناك رغبة وإصرار على تطوير الإطار الفني بالآليات الحديثة. والمؤكد أن عقلية اللاعب المصري اليوم تفوق عقلية اللاعب التونسي على مستوى تحمل المسؤولية والتفاني والأداء.. وهذه مسؤولية اللاعب أيضا. عبد العزيز بن عبد الله (لاعب دولي أيام البطولات والالقاب): نكسة موجعة... وأخطاء لا تغتفر! لا شك في أن عبد العزيز بن عبد الله موهبة فذّة في الكرة الطائرة ولاعب متميّز جدا سابقا في المنتخب والنادي الصفاقسي وهو صائد الالقاب بامتياز. «عزيّز» واكب بطولة افريقيا مباشرة وخرج بألم شديد وقال للشروق: «أحسست بالفعل بوجع في القلب، لقد تاه لاعبونا وكان المصريون أفضل منا على الصعيد الفني مع عدم امكانية المقارنة أصلا. الانضباط مفقود والتفكير انحصر في المال والنتيجة انهيار كلّي للكرة الطائرة التونسية، وهذا يعود للعمل السلبي على صعيد الأندية والمنتخبات. الجامعة لا تفكّر أبدا في تربصات رسكلة متواصلة تدوم 3 أو 4 أيام. يجب تغيير نوعية العمل مع تضافر الجهود بين الاندية والجامعة، فهكذا تتقدم طائرتنا ولو أنني ألاحظ ان الوجوه هي ذاتها ولا تتغير فكيف نتطوّر؟». رشيد بوصرصار (اللاعب التاريخي للمنتخب والإفريقي): أخطاء فنية فادحة... والمستوى العام «لا علاقة» رشيد بوصرصار علامة خارقة في الكرة الطائرة التونسية هو أحد أفضل ثلاثة لاعبين أنجبتهم الكرة الطائرة التونسية إن لم يكن الأفضل. تابع «رشيد» بطولة إفريقيا وتحدث ل«الشروق» بكل حسرة ولكن بكل تركيز وخبرة كعادته. «الأهلي المصري كان الأقوى في بطولة إفريقيا وطبعا أشعر بحزن عميق لما آل إليه وضع الكرة الطائرة التونسية على صعيد المنخب والنوادي». هناك مشكلة الهيكل الجسماني أي توفر الطول مع الجسد الرياضي الجيد وهذه ميزة المصريين الذين يلعبون على الصعيد الفني على مستوى آخر. نحن كنا الأفضل إفريقيا بفضل الدهاء والذكاء وكنا نكسب البطولات بفضل هذين العاملين. غير معقول أن يخسر فريق ما شوطا بسبب فشل لاعبين في الإرسال في ثماني مناسبات في شوط واحد يعني إهداء ثماني نقاط للمنافس. يجب أن نعمل انطلاقا من تخطيط صحيح مع ضرورة توفر مادة خام يمكن أن تتطور فما نلاحظه أن اللاعبين حاليا «لا علاقة» على المستوى الفني في حين أن الكرة الطائرة ذكاء وفطنة ومن الضروري أن تكون الإطارات الفنية في المستوى المطلوب حتى يكون البناء متينا». جمال الزنايدي (أحد عمالقة المنتخب القدامى): أشعر بالاحباط... وأفلاطون نفسه لن يجد الحل! جمال الزنايدي لاعب تاريخي في المنتخب التونسي والأولمبي القليبي... فاز بالالقاب مع ناديه والمنتخب الوطني وتم اختياره أفضل لاعب افريقي وعربي في احدى التظاهرات الدولية يتحدث بكل حزن عن خيبة الكرة الطائرة التونسية فيقول: «أشعر بالاحباط لأن النتائج رديئة جدا والفارق شاسع بين الطائرة المصرية والطائرة التونسية، وقد كنت متأكدا من فوز مصر ببطولة افريقيا منذ انطلاق البطولة». أكاد أقول على الكرة الطائرة التونسية السلام. هناك غياب واضح للتأطير وفقدان للعناية بالشبان، وحتى لو يأتوا بأفلاطون فلن يعود المنتخب الى ما كان عليه في التسعينات. سيطرت الماديات واللهفة على الألقاب لدى بعض الجمعيات التي أفرغت أندية أخرى في أبرز لاعبيها. ثم أين المدربون وأين التكوين فعندما يصل اللاعب الى الاكابر نجده كتلة من الأخطاء. المفروض توفير مدرّبين مقتدرين لتكوين اللاعبين مع دراسة عميقة لوضع الكرة الطائرة التونسية وتوفّر تخطيط علمي وارادة حقيقية لاصلاح العطب ولا يعقل مطلقا أن تكون طائرتنا بهذا المستوى الرديء».