رغم أننا كنا نمنّي النفس بتألق تونسي في بطولة نوادي افريقيا للكرة الطائرة خصوصا وأنها جرت ببلادنا، ورغم أننا كنا نتمنى عودة الطائرة التونسية للصدارة حتى عبر النوادي فإن الضربة الموجعة التي تلقتها طائرتنا أعادتنا الى أرض الواقع وأكدت ان هذه الطائرة عاجزة عن الاقلاع. النجم الساحلي اكتفى باللعب من أجل المرتبة السادسة، أما النادي الصفاقسي الذي كان محط آمالنا فإن مردوده كان سيئا ودون طموحات أنصاره وطموحاتنا بشكل كبير وتحديدا أمام الأهلي المصري الذي هزمه في نصف النهائي بثلاثة أشواط لصفر وتفوّق عليه بشكل ملحوظ للغاية على جميع المستويات. بين الطموحات والامكانيات اذا كانت طموحات النجم الساحلي منذ البداية منطقية وهي تقديم وجه مشرّف ومحاولة الوصول الى المربع الذهبي اي نصف النهائي وعندما يصبح كل شيء ممكنا فإن النادي الصفاقسي كان يطمح فعلا للحصول على اللقب الافريقي وهو يملك فعلا الرصيد البشري الذي يخوّل له فعلا الحصول على بطولة افريقيا. لكن النادي الصفاقسي كان دون ما هو منتظر منه حيث فاز في المقابلات السهلة ضد فرق الدرجة الثانية والثالثة. ولكنه لقي بعض الصعوبات للفوز على أهلي طرابلس الليبي وخسر أمامه شوطا وترشح الى نصف النهائي. وفي نصف النهائي كان السقوط مريعا حيث قدّم ال«سي. آس. آس» أسوأ مردود له منذ سنوات عديدة. صحيح ان الأهلي المصري فريق كبير ومستواه ممتاز، لكن مردود النادي الصفاقسي كان ضعيفا وفي بعض الاحيان سيئا للغاية استقبالا وصدّا وهجوما ودفاعا خلفيا... وكان الفريق في بعض اللحظات خارج اللعبة تماما وذلك لا يعود فقط الى قوة الاهلي المصري وانما للمردود المفاجئ للنادي الصفاقسي الذي يملك القدرة على الافضل ما دام لديه لاعبون في مستوى سمير السلامي وحسين قرامصلي وبلال بن حسين ومحمد الطرابلسي وأنور الطوارغي واسماعيل معلى وشاكر غزال. الهزيمة واردة في الرياضة لكن طريقة الهزيمة وعدم القدرة على المواجهة والمردود الضعيف في مقابلة حاسمة هي التي تثير التساؤل حول التحضير الفني والنفساني وكيفية تجهيز الفريق لمثل هذه التظاهرة. وفي هذا الحال المسألة لا تتطلب «ساحرا» فلا أحد يملك عصا سحرية لكن لا مجال للخروج هكذا دون استخلاص العبرة لأن النادي الصفاقسي هو أحد كبار الكرة الطائرة الافريقية أحب من أحب وكره من كره. عمل كبير ينتظر المكوّر جمهور النادي الصفاقسي صفّق للاهلي المصري وكان رياضيا وأعطى صورة رائعة عن الرياضيين التونسيين وهو ما اثار اعجاب الأشقاء المصريين أنفسهم. وهذا الجمهور الذي صفّق للجميع لروحه الرياضية العالية يعرف جيدا ان فشل النادي الصفاقسي كرويا في هذه البطولة الافريقية يفرض ضرورة مراجعة أمور الفريق بشكل جدي حتى يستعيد صولاته وجولاته بعد ان خسر كل شيء محليا وافريقيا مع مردود دون المطلوب. والملاحظة الأبرز استخلصها المدرب الوطني الجديد فتحي المكوّر الذي تأكد من أن عملا كبيرا ينتظره بما ان المصريين تقدموا علينا كثيرا على مستوى المنتخب والنوادي، وهو نفسه أكد ذلك، فهل تكون هذه البطولة الافريقية نقطة انطلاق وجرس الانذار لاعادة بناء الكرة الطائرة التونسية؟ لننتظر !