تونس الشروق اعداد سميرة الخياري كشو ... مئات من الأطفال... ذكورا وإناثا... اختلفت أعمارهم كما اختلف طموحهم ونسبة هامة منهم لم تبلغ بعد سن السابعة بل العاشرة.. ورغم ذلك عجّت بهم أروقة وقاعات الرياضة داخل المركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس أول أمس... حيث تم احتضان الدورة التاسعة للكاراتي... في انتظار دورة «الجيدو» و«الكونغو فو» و«التايكواندو» و«الايكي دو» و«التايتشي»... اختلفت الاسماء والعنوان واحد، رياضات دفاعية... لم تعد رياضات نخبوية.. وانتشر الاقبال عليها بصورة ملحوظة... باختيار من الوليّ وبتشجيع منه.. وبرغبة من الطفل ذاته يراها الكثيرون اليوم أنها رياضة المستقبل ويشجع عليها الاخصائيون النفسانيون لتمتص نشاط الطفل المتجاوز لحدود المعقول وتكسبه الثقة بالنفس. لماذا يختار الولي اليوم لطفله او طفلته رياضة عنوانها في قاموس الرياضة أنها دفاعية في حين يُلقي بها آخرون الى خانة الرياضات العنيفة..؟ سؤال يتبادر الى الذهن كلما عجت قاعة رياضة أو مركز تدريب بهؤلاء الاشبال والدنياوات. رياضة المستقبل «انها رياضة المستقبل... الرياضة التي يمكن للمتدرب عليها ان يفوز بعدة أشياء باعتبارها رياضة تصقل الجسم من جهة وحماية للنفس من جهة ثانية». هكذا علقت على سؤالنا السيدة بهيجة أم لطفلين الاول تجاوز عتبة الخامسة عشر ربيعا... ومتحصل على الحزام الاسود في «الكاراتي» والثاني في عامه الثامن، اذ تقول: «ابني البكر مارس هذه الرياضة منذ كان في سنته الاولى ابتدائي واليوم أضحى شابا وحاملا لهذا الحزام الذي هو في الواقع حزام أمان له. اذ لم أعد أخاف عليه بالطريقة التي كنت سابقا باعتباره يمكنه الدفاع عن نفسه، لذلك أقنعت ابني الصغير ليمارس نفس الرياضة قدوة بشقيقه من جهة ولحماية نفسه من جهة أخرى فلا أحد يعرف ما يخبئه القدر لأطفالنا في الطريق». براعم لكنهم أبطال منال.. وريم طفلتان صغيرتان في سنتهما الثامنة ورغم صغر سنهما فقد كانت الاولى تحمل حزاما أصفر والثاني برتقاليا دخلتا تصفيات هذه الدورة التاسعة للكاراتي بكل جدية وتبارتا بحزم وثقة في النفس كبيرتين، منال اعتبرت الرياضة التي تمارسها انها حلمها حتى لا يغلبها أحد فيما رأت فيها ريم ان والدتها اختارتها لها، ولكن سرعان ما أحبتها لأنها تمارس من خلالها كل أنواع الحركات اضافة الى احساسها بكونها يُمكنها التعويل على نفسها». رياضة كل الحركات عشرات الأطفال... وضعفهم من الاولياء اكتظت بهم القاعات.. تحمّلوا الانتظار للتباري... وتحمّلوا حرارة الطقس وضغط الفوز والترشح... الا أنهم كانوا نشيطين جدا هنا وهناك عبر أرجاء المركز حيث أكد أحد الاولياء أنه سيترك ابنه الى النهائي في هذا الدور بمفرده باعتباره مطمئن بوجود تلك الاعداد من كاميراهات المراقبة في كل مكان. ... الرياضات الدفاعية وإن أجمع كل الأولياء دون استثناء انها رياضة كل شيء بمعنى ان من خلالها يمارس كل حركة قد تستعمل في اي رياضة أخرى... تضاف اليها طريقة الدفاع عن النفس فهي رياضة مميزة يفضلها الكثيرون وخاصة الأولياء. الطب النفسي يشجع عليها الطب النفسي يشجع على ممارسة هذه الرياضة الدفاعية لعدة أسباب تقول عنها الطبيبة عفاف: «الرياضات الدفاعية تتميز بكثير من الحركة والحركية والأطفال الذين يمتلكون طاقات اضافية يطلق عليها الولي أحيانا كلمة «هايج» و«شيطان» و«موش عاقل» فينصح بإدخالهم لممارسة هذه الرياضات الدفاعية التي تمتص تلك الطاقات وتؤطرها لتتحول الى رياضة وحركات مدروسة وبالتالي تساعدهم على التعايش مع محيطهم وخاصة الأطفال الذين يشعرون بفقدان الثقة في أنفسهم تمكنهم هذه الرياضات من كسب هذه الثقة والشعور بالقوة والأمان. التأطير المضمون... السيد «لطفي الشلي» المدير العام للمركز الثقافي والرياضي بالمنزه من بين المشجعين لهذه الرياضات الدفاعية بحيث يوفر المركز ستة أنواع من هذا الاختصاص هي «الكونغو فو» و«الكاراتي» و «الجيدو» و«التايكواندو» و «الايكي دو» و«التايتشي» من بين 44 نشاطا متنوعا بين ثقافي ورياضي يفوق عدد المنخرطين سنويا 25 ألف منخرط أصغرهم في سن الثالثة وأكبرهم سيدة في العقد الثامن. رياضات يقول عنها السيد لطفي إنها جد مهمة لما تتميز به من خصائص في الحركة والتمارين وهي بالتالي تمنح الطفل الثقة فيحس بالطمأنينة وأرجع الاقبال المتزايد على المركز لعدة نقاط رأى كونها جد مهمة أهمها أنه هيكل وطني محافظ على كامل المرافق الأساسية والتجهيزات التي منحت اليه ومن أهدافه التربية بحكم موقعه الاستراتيجي بحيث تحيط به عدة شرائح وأنواع من الشباب ومعاليمه المادية التي لم يقع الترفيع فيها للمحافظة على الاقبال المفتوح لكل الشرائح الاجتماعية والذي يقابلها في الآن ذاته اطارات ورياضيون يقول عنهم السيد لطفي الشلي: «التأطير هنا مضمون مسبقا فالكل تم اختيارهم ومؤشر عليهم بخصوص الكفاءة والشهائد العليا والهدف من المباريات والدورات فسح المجال للشباب والمتدربين للخوض في تجارب مع أطراف أخرى وجمعيات. الرياضات الدفاعية رياضة كاملة الرياضات الدفاعية رياضة كاملة تنمي العقل والجسد وتهدئ نفسية الطفل كما تساعده على النجاح في الدراسة وتمنحه تلك الثقة.... «هكذا اعتبر السيد لطفي الرياضات الدفاعية بحكم احتكاكه اليومي بالأولياء واختصاص مجاله في الشباب والرياضة مضيفا: «الاقبال كبير والفضاء هنا مفتوح للجميع حيث تستمر فيه الأنشطة طيلة أيام الأسبوع والأعياد والعطل... فالمركز على ذمة منخرطيه والمنتفعين الذين يصل عددهم الى 120 ألف منتفع».