علمت «الشروق» أن المصالح المعنية بوزارة الصحة العمومية تنكب هذه الأيام على ملف رضّاعات الحليب الموجّهة للصغار، وذلك في ظل بروز مخاوف وشكوك جديدة بعدّة دول أوروبية من المخاطر الصحية التي تتسبّب فيها مادة «البيسفينول أ» (Bisphenol A)، احدى المواد الأساسية لتصنيع «البوليكاربونات» وهو المادة الصلبة المعتمدة في صناعة الرّضاعات البلاستيكية. وأثبتت الدّراسات والبحوث الصحية في السنوات الأخيرة تسبب «البيسفينول» في إخلالات بغدد الرضيع ممّا يتسبّب في تأخير نموّه، اضافة الى تأثيره المحتمل على الهرمونات الخاصة بكل رضيع حسب جنسه.. ومن المنتظر حسب مصادر مطّلعة أن يقع خلال الفترة القادمة، اتخاذ كل الاجراءات والتدابير الكفيلة بإخضاع الرّضاعات المرّوجة في السوق المحلية، أكانت مورّدة أم مصنّعة داخليا، إلى رقابة مشدّدة للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات الأوروبية المعتمدة حاليّا في هذا المجال والتي تحدّد النسبة الدّنيا المسموح بها من «البيسفينول» في الرّضاعات مع متابعة آخر المستجدّات في أوروبا في هذا المجال حول امكانية تغيير هذه النسبة الدّنيا بين الحين والآخر.. ممنوع تم منذ 2008 منع بيع الرّضاعات المحتوية على «البيسفينول أ» في كل من كندا والولايات المتحدة والدانمارك والسويد. وفي فرنسا، اقترحت بعض الأطراف في مارس الماضي مشروع قانون يمنع ترويج مثل هذه الرّضاعات.. غير أنّ الوكالة الفرنسية للسلامة الصحيّة للأغذية مازالت تتعامل بتريّث مع هذا الموضوع وتنوي الاطّلاع على أكثر من رأي علمي وطبي في هذا المجال مع الدعوة باستمرار الى تقوية الحماية الغذائية للمستهلكين خاصة في ما يتعلق بمادة «البيسفينول». في المصبّرات لا يقتصر استعمال «البيسفينول» على الرّضاعات فقط، بل يستعمل أيضا في صناعة معلبّات غدائية بلاستيكية أخرى وأيضا في الغلاف الداخلي لبعض علب المشروبات والمصبّرات. ورغم ذلك فإنّ الاشارة إلى حضور هذه المادة لا تحضر دوما على المعلبات، كما لا يتم التحذير أيضا من تجنّب التسخين المفرط للمواد الغذائية المعنية أو للرّضاعات، لأن التسخين هو الذي يتسبب في انحلال هذه المادة وفي تسرّبها بالتالي الى جسم الانسان. تصنيع في الدول الأوروبية وكندا وأمريكا اتجه أغلب مصنّعي الرّضاعات الى الاعتماد على البلور و«السيليكون» و«البولي إيتينال» في صناعة الرّضاعات والتخلي بالتالي عن «البيسفينول» وذلك من باب التوقي والقطع مع الشكوك وأيضا لغايات تجارية بعد أن لاحظوا تراجعا في الاقبال على الرّضاعات البلاستيكية، وكل هذا أصبح يقتضي من الجهات المعنية في بلادنا اتخاذ أقصى ما يمكن من تدابير إحتياطية على مستوى التصنيع المحلي للرضاعات وعلى مستوى توريدها أيضا في انتظار ثبوت النتائج العلمية والطبية النهائية للأبحاث المجراة في أوروبا.. إضافة الى اتخاذ اجراءات مماثلة بالنسبة للمعلبات الغذائية التي قد يحضر فيها «البيسفينول».