يقول المثل الشعبي الفصيح «لا كلام ولا سلام» للتأكيد على حالة المقاطعة أو الخصام.. والكلام المقصود يشمل على الأرجح كل الكلام بما في ذلك الكلام عن السلام.. ولا يبدو أن الوقت مناسب عربيا لعودة الكلام عن السلام بما أن الأجندة الاسرائيلية تفرض الكلام عن الاستيطان.. وعرّجت مؤخرا إلى كلام مقصود عن صواريخ سكود... وخلاصة آخر الكلام الاسرائيلي أن سوريا نقلت إلى لبنان «حفنة» من صواريخ سكود.. بقي أن هذه الصواريخ ليست شيئا بسيطا أو صغيرا، يمكن تهريبه في حقيبة أو كتاب أو في حذاء أو جوارب بما أن الصاروخ الواحد في طول عمارة أو مئذنة.. ويقول محلّلون إن الكلام المقصود عن صواريخ سكود يرمي الى إطفاء أيّ كلام عن السلام والاستيطان واللاجئين.. ثم إن الأجندة الاسرائيلية تحاول قلب أولويات المنطقة «رأسا على عقب». كما أن الكلام عن المفاوضات بات مهمشا في كل الحالات وأكثر من ذلك، فإنّ المفاوضات المبرمجة ستكون غير مباشرة بما قد يعني أنها قد تكون «مسجلة» وهو ما يمكن أن يعيد المنطقة الى التسجيلات و«الاسطوانات» القديمة.. والكلام عن السلام يعدّ «علكة» قديمة، أما الكلام عن «الحرب»، فهو كلام رائج عربيا، لكن إلى حدود الآن سوق الكلام، سوق أي كلام، كاسدة.. كغيرها من الأسواق.. إنها الأزمة الاقتصادية. وبالمناسبة.. الأوروبيون يرفضون مساعدة اليونان.. وهي منهم وإليهم.. فكيف سيساعدون في الشرق الأوسط؟ بالكلام.. وهذا ما يقدرون عليه.. ونعرف أننا أيضا لا نقدر على أكثر من ذلك..