جدد رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون الزعم بأن اسرائيل تحتفظ بحقها في «الردع الوقائي» في إشارة الى امتلاكها أسلحة نووية وهدد بمحاربة ما أسماه بالمنظمات الارهابية في كل مكان. وأكد شارون تمسكه بخطة الانسحاب من غزة بينما كشف تقرير بريطاني أن جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية سينتهي قريبا من زرع أجهزة تنصت وكاميراوات وألغام في مناطق حساسة من القطاع قبل الانسحاب المرتقب. وقال شارون في اجتماع لحزب الليكود في تل أبيب مساء أمس الاول ان اسرائيل لن تعيد النظر في الحاجة الى «قدرتها الرادعة» إلا عند وجود سلام شامل وتخلي جيرانها عن أسلحة الدمار الشامل. وتعتمد اسرائيل سياسة الغموض حول برنامجها النووي لكن خبراء يقدرون أن لديها نحو 200 رأس نووي. تعنت شارون وأشار شارون الى أن ليبيا وافقت على التخلص من أسلحة الدمار الشامل في حين تتعرض ايران لضغوط من جانب المجتمع الدولي لاعلان كل ما يتعلق ببرنامجها النووي، وقال: «قد يأتي يوم عندما نتوصل الى سلام شامل ويتخلى كل طرف عن سلاحه بالكامل سنكون مستعدين لبحث اتخاذ خطوات». لكن شارون وجه تهديدا غير مباشر الى «حزب الله» حين قال إن «لدى اسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها من خلال محاربة التنظيمات الارهابية» في كل مكان ويشمل ذلك مناطق انسحبنا منها» على حد تعبيره. وأكد شارون انه «لا يوجد أي نوع من الضغوط تمارس على اسرائيل في هذا الموضوع» وقال إن الولاياتالمتحدة أوضحت ان اسرائيل «لا يمكن أن تمس عندما يتعلق الامر بقدرتها على الردع». واعتبر شارون أن ما يسمى بخطة فك الارتباط هي الخطة الاهم بالنسبة الى اسرائيل وأن التراجع عنها سيكون «عملا غير مسؤول». وحسب شارون فإن هذه الخطة تمنح اسرائيل فرصة «الحفاظ على مبدأ الحكومة الاساسي بعدم إجراء عملية سياسية مع الفلسطينيين قبل القضاء على المنظمات الارهابية» على حد تعبيره. وأوضح شارون ان «أهمية تنفيذ خطة فك الارتباط تكمن في الموقف الامريكي الواضح القاضي بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، وهو تعهّد لم نحصل عليه من قبل». كما لفت في هذا الاطار الى الموقف الامريكي القاضي بعدم الانسحاب الى حدود جوان 1967. وأشار رئيس الوزراء الاسرائيلي الى وجود «اعتراف أمريكي باحتفاظ اسرائيل بحدود آمنة وتعهد بحماية أمنها في كل مكان في العالم». وطالب شارون بتغيير القيادة الفلسطينية وقال إن «الموقف الامريكي هو أنه لن تقوم دولة فلسطينية طالما لم يتم تفكيك المنظمات الارهابية ولم تتغير القيادة الفلسطينية ولم يتم تنفيذ إصلاحات شاملة في السلطة الفلسطينية على حد تعبيره. تفخيخ غزة ويبدو أن تصريحات شارون حول الانسحاب من غزة لم تأت من فراغ فقد كشف تقرير بريطاني أن الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية تفخّخ غزة وتزرع الكاميرات وأجهزة التنصّت استعدادا للانسحاب المحتمل من القطاع في مارس المقبل. وجاء في العدد الاخير من نشرة «فورين ريبورت» نصف الشهرية البريطانية أن جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية سينتهي قريبا من زرع أجهزة تنصّت وكاميرات وألغام في مناطق حساسة ومختلفة من القطاع. وقال التقرير إن المخابرات العسكرية الاسرائيلية استعملت أحدث أجهزة التجسس من أجل وضع الفصائل الفلسطينية تحت الرقابة الاسرائيلية الدائمة وتعمل المخابرات العسكرية على زرع كاميرات خفية في المواقع المركزية في القطاع تكون مرتبطة مباشرة بمحطات رصد داخل اسرائيل. وحسب التقرير فإن عملية زرع الكاميرات التي تتحمّل كل التقلبات الجوية تحتاج الى أشهر، وأشار التقرير كذلك الى زرع أجهزة تنصت في المباني الرئيسية مثل مكاتب السلطة أو فصائل المقاومة. وأكد التقرير أن التوغلات الاسرائيلية الاخيرة في منطقة رفح لم تكن ذات أهداف عسكرية فحسب بل كانت غطاء لهذه العملية الاستخباراتية الضخمة.