هل هو الغضب وحبّ الانتقام، أم هو الرفاه والبذخ، أم هوالسكر الذي دفع بشابين لاستعمال سيارتيهما للعراك والتشفي من بعضهما بالتصادم بوسيلتي نقلهما حتى تحولت كل واحدة منها الى كومة من حديد ؟ السؤال وما تضمنه من احتمالات ليس من عندنا بل هو كلام تردد ويتردد على لسان كل من تابع هذه الواقعة التي تشكل سابقة من نوعها. الخصومة انطلقت شرارتها الأولى في فضاء أحد النزل بمدينة المحرس الحالمة. ففي حدود الساعة الثانية صباحا تقريبا ولأسباب غير معروفة، نشبت خصومة بين شابين يقيمان بالخارج وكانا قد عادا في الفترة الأخيرة الى مسقط رأسيهما لزيارة عائلتيهما .. الخصومة كانت سببا كافيا ليغادر الثنائي الفضاء السياحي ويعود كل واحد الى منزله، لكن أمام الفندق، عادت الخصومة لتنشب من جديد فتدخّل البعض لفضّها وامتطى في النهاية كل منهما سيارته الفاخرة واحدة من نوع «بي آم» والثانية «غولف 5» جديدتين والغضب الشديد يتطاير من عيونهما .. شغّل كل واحد من الشابين المتخاصمين محرك سيّارته، لكن الغضب والرغبة في التشفي لم يفارقاهما، فما كان من أحدهما الا أن اندفع بسيارته مباشرة ليصدم ويدهس سيارة خصمه. فوجئ الثاني بالضربة القوية وكردّ فعل أقدم على نفس العملية التي تكررت من الجانبين في اتجاهات مختلفة من الأمام والخلف وعلى اليمين واليسار وكل واحد من الشابين يعول على قوة محرك سيارته وهيكلها ليصدم الثاني ويخلف خسائر مادية واضحة في وسيلة نقل خصمه . المشهد غير المألوف كان سببا ليجعل العديد من الفضوليين يتابعونه باستغراب شديد حتى أتى «التناطح» على جزء كبير من وسيلتي النقل اللتين تحوّلتا الى كومة من الحديد، كما تسبب تهشيم بلورهما في جرح الشابين جروحا غير بليغة.. أعوان الأمن وصلوا على عين المكان في لحظات فقط وقد ايقاف الشابين ومرافقيهما للتحري معهما وحجز السيارتين. الجهات الأمنية بالمحرس فتحت تحقيقا لتحديد المسؤوليات في هذه الجريمة التي تعد سابقة من نوعها في عالم الخصومات والاعتداء والتشفي وقد أذنت الجهات القضائية ممثلة في مكتب التحقيق الأول بصفاقس بايقاف صاحبي السيارتين بتهمة الاضرار بملك الغير والمشاركة في معركة واحداث ما من شأنه اقلاق راحة المواطنين وأحداث الهرج والتشويش في انتظار تحليل سوائلهما واحالتهما على العدالة لتنظر في شأنيهما ..