منذ أيام أهداني صديق عزيز مجموعة من الصور النادرة للصحراء التونسية يعود تاريخها الى سنوات 1962 و1967 و1968 وكان قد أقتنى هذه الصور الفنية النادرة من سوق شعبي بدينار للصورة الواحدة وحسب ما رواه لي الصديق كانت هذه الصور ضمن أرشيف يتضمن مئات الوثائق تباع في أحد ممرّات سوق شعبي في العاصمة في علب كارتون. سعدت بالهدية، لكني شعرت بمرارة كبيرة فواضح من خلال العلامات والرموز المكتوبة على ظهر الصور أنها من أرشيف الديوان الوطني للسياحة وقد كانت هناك حسب ما رواه لي صور من كل الجهات سبيطلة والقصرين وتوزر وعين دراهم وطبرقة كما كانت ضمن هذا الأرشيف المعروض للبيع العلني كتب ووثائق عن السياحة التونسية..! ليست هذه المرة الأولى التي أعثر فيها بالصدفة على وثائق نادرة للبيع أو ملقاة على قارعة الطريق فقبل سنوات وجدنا نصوصا ومسرحيات بخطّ اليد قريبا من المقرّ القديم لفرقة الاذاعة لمحمد فريد غازي ومحمد العروسي المطوي ومصطفى خريف وغيرهم وهذه الحالات تجعلني مرة أخرى أحيي الفنان الكبير جميل الجودي الذي أهدى كل محتويات أرشيفه الشخصي الى الأرشيف الوطني حتى لا تلقى في يوم ما على قارعة الطريق.