بحلول يوم الثلاثاء الماضي 11 ماي 2010 يكون قد مضى على تأسيس النجم الساحلي خمسة وثمانون عاما بالتمام والكمال، وهي مدة طويلة قضتها الجمعية في العمل المجدي الهادف في تأطير الشباب وتكوينه والنهوض به أخلاقيا وبدنيا ووطنيا. وكان النجم الساحلي خلال هذه المدة مثالا يحتذى في البذل والعطاء متحدّيا الصعاب أيام الاستعمار الغاشم رافعا راية تونس عالية خفاقة من خلال ألوانه. وإن سجله الحافل بالأمجاد والبطولات ليدل بكل صدق على العمل الذي أنجزه في الميدان الرياضي وفي مجال النهوض بالشباب وتنشئته والتعريف بوجه تونس في المحافل الدولية مما أهله لتبوؤ مكانة ممتازة ومتميزة تتجانس مع عطائه السخي وتضحياته الجليلة. ومن واجب النجم الساحلي في هذه المناسبة التاريخية أن يترحم على أبنائه من مؤسسين ومسيرين وممرنين ولاعبين وأحباء أوفياء، هؤلاء الذين قدموا تضحيات جليلة للبلاد وللرياضة الوطنية داعيا كل أبناء النجم الساحلي أن يستخلصوا من خدماتهم العبرة والدرس لينسجوا على منوالهم ويسيروا على نفس الدرب شعارهم الأوحد التضحية وتكرار الذات والعمل لتجسيم النهضة الرياضية المنتظرة.. وإن النجم الساحلي لينتهز هذه المناسبة السعيدة ليهيب بأحبائه وأنصاره ومشجعيه في كل مكان داخل الجمهورية وخارجها للالتفاف حول ناديهم أكثر من أي وقت مضى لدعمه ومؤازرته على الاضطلاع بدوره الريادي الحساس في بناء الرياضة الوطنية. إن الدور الهام الذي اضطلع به النجم الساحلي على امتداد 85 سنة يتطلب من الجميع مواصلة العمل الدؤوب والانصراف للصالح العام والبذل السخي ليؤدي رسالته التاريخية على أحسن وجه. جهل أو تجاهل؟ جماهير النجم انتظرت أن تحظى ذكرى تأسيس جمعيتهم ال85 باهتمام المسؤولين باعتبارها محاولة اعتراف بالجميل للمؤسسين وللذين أخلصوا للنادي إلا أن هذه المناسبة مرّت مرور الكرام ربما جهلا بقيمة هذا الحدث رغم رمزيته أو تجاهلا له ولأبعاده.. ونتساءل ماذا سيكلف الهيئة المديرة حفلا بسيطا في مركب الجمعية تحضره مختلف الأجيال من المسيرين واللاعبين القدامى وهي التي حرصت على تكريم اللاعب سهيل بن راضية قبل تحوله للاحتراف بالقسم الثاني في بولونيا (أي نعم بن راضية) وأعتقد أن الاحتفال باطفاء الشمعة 85 في حياة النجم الساحلي سيكون له انعكاسات جد ايجابية لا على نفسية الأحباء والأنصار فحسب، بل وكذلك سيكون حافزا للاعبين والمسيرين الحاليين لمزيد العطاء خاصة أنهم ينتمون لجمعية عريقة في كل شيء. إن ما حدث من تجاهل لهذا الحدث دفع الى اطلاق سراح العديد من الأسئلة المتراكمة وهل من فرصة جديدة للتدارك؟ وأعتقد أن الجهة المسؤولة مدعوة للاجابة عن هذا التساؤل وتبديد الحيرة قولا وفعلا.