اليوم نودع الموسم الكروي وفي الاذهان مسلسل طويل من الاحداث المخجلة التي مرّغت سمعة الكرة التونسية في الوحل... عنف وتهشيم للممتلكات العامة... تصريحات نارية عن «البيع والشراء» وخروج مذل للمنتخب من تصفيات المونديال... مكتب جامعي راحل وآخر داخل برزمة من الوعود الرنانة... لا شيء صراحة يضفي مسحة من التفاؤل والضوء في عتمة المشهد الحالي لهذا نضع أيدينا على قلوبنا قبل إعطاء ضربة البداية لمباريات هذه الجولة التي ستحدد مصير النازلين والفريق الذي سيخوض منافسات رابطة الابطال. في المنزه يستضيف الترجي الرياضي المتوّج بلقب البطولة أمل حمام سوسة والسؤال الذي تردده كل الألسن... هل سيفعلها البنزرتي ليهدي البقاء لمهده الاصلي المنستير ونسي الجميع أن الكرة ليست بين رجلي البنزرتي بل هي بين أقدام لاعبي الأمل فهم وحدهم من سيعزفون سمفونية البقاء أو سيغنون أغنية الوداع... في القيروان ستكون مباراة الشبيبة وضيفها الاولمبي الباجي تحت شعار «العطلة المفتوحة»، لأبناء محجوب والتفكير في أفضل السبل للايقاع بالاميرة لفريق اللقالق... اللقاء بلا رهان وقد يكون بروفة للباجية لتجربة خطة الكأس لا أكثر ولا أقل... لقاء عاصمة الجلاء بين النادي البنزرتي والترجي الجرجيسي سيكون منطقيا نسخة مشابهة من حوار القيروان فالفريقان ضمنا البقاء والحوار شكلي ولن يزيد عن فرصة للفرجة... عاصمة الجنوب ستكون عكس هذه الصورة محطة لمباراة هامة يدخلها الاتحاد المنستيري من أجل هدف واحد هو الانتصار تجنّبا للسقوط في هوة سحيقة لم ينتظرها أحد... هي مباراة الخوف... وهي أيضا مباراة الحقيقة لأبناء الرباط ولربما ساعدهم تعويل لوكا على ترسانة من الشبان... لكن حذار فقد تأتي المفاجأة من هؤلاء. لقاء سوسة بين النجم والقصرين، سيكون كذلك محط الانظار... والحسابات قد تبقى مسيطرة فيه الى الدقائق الاخيرة... و«مستقبل» القصرين في الرابطة الاولى بيدها وبيد النجم ورغم عسر المهمة فإن توفر الارادة وصلابة الهمّة قد ينقذان كرة السباسب من الانحدار. في بوقرنين الحسابات ستكون أيضا طاغية فالهمهاما ضمنت البقاء والافريقي مطالب بالمحافظة على مرتبته الثانية المؤهلة لرابطة الابطال... كلام كثير قيل قبل هذه المواجهة توزع بين التهديد والوعيد وعبارات التحدي وإذا عرف السبب بطل العجب... فالحكاية مرتبطة بالدعم وأشياء أخرى بل دعونا نقول بوضوح أنها على علاقة بلقاء الموسم الماضي لهذا السبب ربما ننتظر حوارا ساخنا يعرف الافريقي ما هو مطلوب فيه... الانتصار ولا شيء غير ذلك. اللقاء الاخير ستلتقي فيه القوافل بفريق عاش الفصول الاربعة هذا الموسم ونعني الملعب التونسي... أبناء القادري قرعوا طبول الفرح وكأن «البقلاوة» تذهب الى قفصة للفسحة وستهديهم نقاط الانتصار وهذا الانطباع قد يكون في غير صالحهم فالملعب فريق صعب خارج قواعده وتاريخه مع القوافل يعكس هذه الحقيقة.