لم يصدق أحباء الاتحاد المنستيري (بل الأشد تشاؤما) بعد انتهاء لقاءات الجولة الختامية لبطولة الرابطة المحترفة الأولى أن فريقهم الذي لعب في مثل هذا الوقت من الموسم الماضي نهائي الكأس ينزل في أعقاب هذا الموسم الى الرابطة المحترفة الثانية فحتى الذين لم يمنحوا فريقهم فرصة اقتسام النقاط لم يكن يدر بخلدهم أن فريقين في حجم الترجي الفائز بلقب البطولة والنجم اللاهث وراء المرتبة الثانية التي كانت تقوده الى المشاركة في رابطة الابطال سينحنيان في عقر دارهما أمام فريقين في قاع الترتيب وبطريقة غريبة ومضحكة بل أكدوا أنها كانت مخجلة وتشتم منها رائحة التخاذل. أحباء الاتحاد تساءلوا هل كان الترجي يقدم هذا المردود لو كان مازال معنيا باللقب، فلماذا اذن لاح بذلك الوجه الشاحب وهل هذا هو الفريق الذي أمطر شباك المريخ بثلاثية نظيفة وذهب الى السودان وجاء بتعادل تحت وابل من الحجارة وهل كان النجم يفرط بتلك الطريقة المخجلة في انتصار تحول في دقائق الى هزيمة مذلة؟ نطالب بفتح تحقيق أحباء الاتحاد طالبوا بتكوين لجنة وطنية عليا تتولى فتح تحقيق معمق لما جرى في أواخر الموسم من مهازل تسيء الى سمعة الكرة التونسية وقالوا: هل من المنطق ان تتكبد بعض الفرق بطريقة مشوقة الهزيمة تلو الاخرى بعد تألقها وهل من المعقول ان تسجل نتائج غير طبيعية من قبل فريقين يلعبان الادوار الاولى في كل موسم، ونادوا بالنسج على منوال ما حدث لمرسيليا وجوفنتس ان اردنا إصلاح أوضاعنا اصلاحا جذريا. بين «حق الجار» و«النيران الصديقة» من سوء حظ الاتحاد أن نزوله جاء على يد فريقين كان يعتقد أنهما لن يخذلانه مهما كانت الدواعي والاسباب فالنجم جار والجار للجار رحمة واذا بموقفه هذا يتحول الى نقمة والترجي مدربه من أبناء الاتحاد والجميع قالوا ان فوزي البنزرتي سيحقق الانتصار لتكون نهاية البطل أفضل آفار. بعيدا عن الجولة الختامية لماذا انتظر الاتحاد الجولة الختامية ليربط بقاءه بنتائج الغير؟ وما هي الأسباب التي كانت وراء نزوله الى الرابطة المحترفة الثانية؟ عديد الأطراف أجمعت على أن الهيئة المديرة الأولى برئاسة السيد زهير شاوش أسست لهذه الوضعية المؤلمة ففرطت في أيمن العياري وبوكونغ ونطوبو وأيمن منافق ومحمد أمين عمامي و علي بن عبد القادر وانتدبت لاعبين لم يقدموا الا المتاعب اصابات طويلة المدى لبلال النصري ومحمد بوزميطة وزياد بوشنيبة وفشل ذريع لصفقة الثلاثي الاجنبي ديمتري وتيري وكوامي، ثم التسرع في اعفاء المدرب سمير الجويلي وبعد 5 جولات فحسب بالرغم من انه تحصل على 6 نقاط مقابل انتصار وتعادلين اثنين وهزيمة واحدة وأخيرا التعاقد مع المدرب البلجيكي هنري ديبيري الذي قال انه جاء لقضاء تقاعده بالمنستير. فبقي 7 جولات لم يجن منها الاتحاد سوى 5 نقاط، ليتركه قبل جولة من نهاية الذهاب في أسوإ الاحوال. مرحلة البحوري ورحيم يوم 15 ديسمبر 2009 انسحبت الهيئة المديرة الوقتية برئاسة السيد زهير الشاوي مخلفة وراءها فريقا لا يملك في رصيده الا 11 نقطة. ومجموعة من اللاعبين أبرزهم من المصابين على غرار محمد بوزميطة نزار بوقراعة زياد بوشنيبة بلال النصري وهشام السيفي ومجموعة من الانتدابات تم تسريح اثنين منها: بلال وهبي وديمتري، فيما لازم الآخرون بنك الاحتياط والمدارج مثلما هو الشأن لكوامي تيري وشكيب مهاوش بالاضافة الى الديون المتراكمة التي لم تترك للهيئة الجديدة فرصة لتعزيز الرصيد. وما زاد في صعوبة المهمة هو ان الهيئة الجديدة فرطت في أبرز اللاعبين وهو ماهر الحناشي. دور الحكام الحكام ساهموا في سقوط الاتحاد والقائمة تطول ونذكر من بين الذين سلطوا مظالم تحكيمية سليم بلخواص وسمير الهمامي ومحمد سعيد الكردي ورياض الحرزي وفؤاد البحري وياسين حروش أمام كل من النادي الصفاقسي والنادي البنزرتي ونادي حمام الانف والنادي الافريقي والملعب التونسي والنجم الساحلي حيث حرموه من ضربات جزاء لا لبس فيها ومنحوا أخرى وهمية للمنافس وتغافلوا عن اقصاء عدد من اللاعبين المذنبين من الفرق المنافسة. أين اللاعبون؟ اللاعبون هم سبب البلية، فقد كشف الكثير منهم عن تخاذل واضح وكان دورهم أساسيا في اسقاط الفريق حتى ان المدرب لطفي رحيم قال «لم أعرف لاعبي في الجولات الأخيرة فقد ظهروا وكأنهم خططوا لإسقاط الفريق». فلا روح ولا اندفاع والكل في قفص الاتهام وحين قلنا له لماذا لم تبعدهم قال «ومن أين سآتي بالبديل؟ الرصيد ضعيف والمتخاذلون عددهم كبير، لقد أبعدت كوامي ووليد الطرابلسي وتيري وبن بلقاسم وخشاش ولكن ذلك لم يكف».