أكد رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض رام عمانويل في لقاء مع مجموعة من الحاخامات اليهود عقد في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي عدم حدوث أي تغيير في سياسة الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما تجاه إسرائيل على الرغم من الانتقادات التي صدرت مؤخرا تجاهها. وقال عمانويل في الاجتماع الذي ضم 15 حاخاما يمثلون التيارات الإصلاحية والأرثوذكسية انه خلال «الإنتخابات الرئاسية الامريكية كانت هناك شكوك حول دعم الرئيس أوباما بذلنا كل ما بوسعنا لصالح أمن اسرائيل والمصالح على المدى الطويل»، داعيا إياهم إلى النظر مليا في ما فعلته حكومة أوباما لإسرائيل. سلام... وصواريخ واجتماع يوم الخميس هو الثاني من نوعه بعد لقاء أوباما مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي عقد في مارس الماضي في البيت الأبيض في أعقاب الانتقادات التي وجهها نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى مشروع بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية اليهودية في القدسالشرقية، حيث عقد الاجتماع الأول في العشرين من أفريل الماضي. وقد شارك في الاجتماع إلى جانب عمانويل (وهو يهودي أمريكي) اثنان من كبار مستشاري البيت الأبيض من اليهود الأمريكيين هما دينيس روس (مسؤول ملف إيران في مجلس الأمن القومي، و سوزان شير (ضابط الارتباط في البيت الأبيض مع الطائفة اليهودية الأمريكية) ودانيال شابيرو (مسؤول ملف تسوية الصراع العربي الإسرائيلي في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض)، الذي زف إلى الحاخامات قرار أوباما تخصيص 205 ملايين دولار لتمويل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم «القبة الحديدية» كجزء من المساعدة العسكرية الأمريكية السنوية لإسرائيل البالغة ثلاثة مليارات دولار. ونقل الحاخام جاك مونيل عن شابيرو قوله إن حل الدولتين لن يتحقق من دون نظام دفاع صاروخي فعال لدى إسرائيل، وأنه لا يمكن لعملية التسوية أن تنجح في ظل أي شرخ بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. وذكرت وكالة الأنباء اليهودية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن عمانويل أبلغ الحاخامات اليهود الذين تم استدعاؤهم سويا للاجتماع إن «اولويات الحكومة الامريكية فى الشرق الاوسط تتركز حول ثلاث قضايا هي: عزل ايران و «إزالة اثار اقدام امريكا في العراق» وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي قال إنها مفتاح امن اسرائيل وتساعد اسرائيل والولاياتالمتحدة على حد سواء. خيارات أمريكية واشار التقرير إلى أن روس الذي افتتح الاجتماع سعى إلى تهدئة ما سماه المخاوف لدى الطائفة اليهودية في الولاياتالمتحدة من أن السياسة الامريكية في ما يتعلق بالقدرات النووية الاسرائيلية المزعومة ستتغير من خلال الدعوة إلى شرق اوسط خال من الاسلحة النووية، موضحا أن السياسة الأمريكية منذ عام 1995 الداعمة لإسرائيل تقوم على الدفع باتجاه شرق أوسط خال من الأسلحة النووية بالتوازي مع اتفاق سلام شامل، فيما قال عمانويل «نحن ندرك كامل القدرة الإسرائيلية على الردع.» وأكد روس على أن العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في عهد أوباما هي أقوى مما كانت عليه من قبل وقال إن «الولاياتالمتحدة تزود إسرائيل بكل ما تحتاجه في محيط قاس وتدخلها في الهندسة العسكرية لأمريكا خصوصا في مجال الدفاع الصاروخي». وفي ما يتعلق بالمحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين مع وصول المبعوث الامريكي الخاص لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي جورج ميتشيل، قال روس إنه يتعين على الجانبين خلق مناخ لكي تنجح المحادثات موضحا أن الحكومة الأمريكية لا تنظر في فرض تسوية ولكن عندما تتعثر المفاوضات بين الجانبين يحتاجان في غالب الامر الى طرف ثالث لاقتراح سبيل لتضييق هوة الخلافات. وأكد عمانويل أن التعاون الأمريكي الإسرائيلي في مجال القضايا الأمنية لم يكن يوما أفضل مما هو عليه الآن مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ضغطت داخل منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي لجهة قبول إسرائيل عضوا فيها وهو ما تحقق. وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني قال عمانويل إن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تفرض عقوبات من جانب واحد على إيران وتكون فعالة، مضيفا إذا تحركت الولاياتالمتحدة قبل تمرير مجلس الامن للعقوبات، فان ذلك من شانه أن يعطي هدية لروسيا والصين ويخلصهما من ورطة، بقدر الحاجة إلى اتخاذهما موقفا بشأن فرض عقوبات». ولفت عمانويل إلى أن العقوبات لن تؤثر على الإقتصاد الإيراني بشكل خطير، ويجب أن تكون أولا عقوبات من جانب الاممالمتحدة ، تليها عقوبات من الاتحاد الأوروبي ثم في نهاية الامر من خلال خطوات من جانب واشنطن.