طرابلس القاهرة الكويت بغداد (وكالات): حذّرت ليبيا التي ترأس اتحاد المغرب العربي من إرسال قوات من دول عربية وإسلامية الى العراق الخاضع للاحتلال وذلك في رد على دعوة السعودية الى إرسال جنود عرب ومسلمين الى العراق وهو ما اعتبره وزير الخارجية الامريكي كولن باول أمرا يحتاج الى دراسة. وكانت السعودية دعت في وقت سابق الدول الاسلامية غير المجاورة للعراق الى إرسال قوات لحفظ الامن في البلد الذي لم تتوقف فيه عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال والمتعاونين معها. وحذر مراقبون من أن إرسال قوات من دول عربية واسلامية الى العراق سيمثل نصرا ديبلوماسيا للولايات المتحدة بعد تقلص عدد دول التحالف الذي تقوده بانسحاب الفيليبين واسبانيا وجمهورية الدومينيكان ونيكاراغوا وهندوراس. تحذير وقال الزعيم الليبي معمر القذافي في تصريح لوكالة الانباء الليبية انه «لا ينبغي إرسال قوات عربية واسلامية الى العراق إلا إذا انسحبت قوات الاحتلال وحلت محلها قوات بقرار من الاممالمتحدة وإلا أصبحت هذه القوات العربية والاسلامية كذلك قوات احتلال». واعتبرت الجامعة العربية أمس من جانبها ان معايير إرسال قوات عربية الى العراق غير متوفرة في الوقت الحالي. وقال حسام زكي المتحدث باسم الامين العام للجامعة العربية إن المسألة تحكمها عدة اعتبارات مثل الرغبة العربية في مساعدة الشعب العراقي والاستجابة بطلب من الحكومة العراقية وأيضا معايير مثل وضع هذه القوات والقيادة التي ستعمل تحت مظلتها والعمل الذي يمكن أن تقوم به». وأضاف زكي «في كل الاحوال فإن ما أكدت عليه الجامعة العربية منذ البداية هو ضرورة تقليص القوات الاجنبية في العراق وليس زيادتها». وتابع زكي قوله إن «تقليص الوجود العسكري الاجنبي ووضع الاطار الزمني لذلك يساعد على تخفيف الاحتقان الموجود في العراق ضد القوات الاجنبية». واستبعد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أي تحرك في هذا الاتجاه قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في سبتمبر المقبل. وكان رئيس الوزراء العراقي المعين (إياد علاوي صرح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول بأنه «سيبحث فكرة مشاركة القوات الاسلامية في حفظ السلام في العراق مع زعماء دول اسلامية في المستقبل القريب». دراسة وأعلن باول أمس أن المبادرة السعودية بإرسال قوات لحفظ السلام من دول عربية واسلامية الى العراق موضوع في حاجة الى مزيد من الدراسة. وقال باول في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح إن المبادرة السعودية «تلقى تقديرا وتمت مناقشتها مع رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي». وأضاف باول أنه تم خلال المحادثات مناقشة موضوع إعادة الاعمار في العراق والجهود المبذولة والمطلوبة لمكافحة ما أسماه بالارهاب. وجدد الوزير الكويتي من جانبه تأكيد تعاون بلاده مع الدول المجاورة للعراق لبسط الامن والاستقرار فيه. وقال في رده على سؤال بشأن المبادرة السعودية بإرسال قوات عربية واسلامية الى العراق «سننتظر سماع رأي رئيس الوزراء العراقي». وحول محادثاته مع باول قال الشيخ الصباح «ناقشنا القضايا التي تهم البلدين والوضع في العراق والمطلوب لتعزيز قدرات الحكومة العراقية الحالية من خلال تعزيز الامن وتهيئة الظروف لاعادة إعمار البلاد». وأضاف الوزير الكويتي: «نعلم أن العراق في حاجة الى مساعدتنا بطريقة ما والافضل ألاّ نتحدث في هذا الشأن قبل أخد موافقة الحكومة العراقية».