في حوار خصّ به «الشروق» قبل أيام من انطلاق الامتحانات الوطنية، شدّد السيد حاتم بن سالم وزير التربية على أن مصالح وزارته جاهزة ومستعدة لهذا الاستحقاق الهام، كما أكد أن اللجنة الوطنية التي تم بعثها لتعزيز مقوّمات الجودة في التعليم الاساسي توصلت الى جملة من المقترحات والتوصيات تهم مختلف الجوانب التربوية والبيداغوجية، صاغتها في تقرير سوف يتم عرضه قريبا على أنظار الحكومة. وفي ما يلي نص الحوار: أسابيع قليلة وتنطلق الامتحانات الوطنية في الأساسي والثانوي، هل أنهت الوزارة استعداداتها لها وهل يمكن تقديم إحصاءات عن عدد المشاركين فيها؟ ليعلم الجميع أن عمل وزارة التربية ليس عملا مناسباتيا ولكنه يسير وفق برنامج واضح محدد العناصر بمعنى أن الحديث عن الاستعدادات للامتحانات الوطنية في هذه الفترة كانت الوزارة سطرت له منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية والادارة العامة للامتحانات تعمل ليلا نهارا طيلة العام من أجل تأمين أفضل الظروف لسير الاختبارات في مختلف المراحل وفي مواعيدها. ومع ذلك أود أن أفيد الرأي العام وكل المهتمين بالشأن التربوي بأننا اليوم مستعدين كوزارة على أفضل ما يكون لكل الامتحانات الوطنية وفي مقدمتها امتحان الباكالوريا الذي يظل الامتحان الأهم باعتباره تتويجا لمسار تعليمي. مراكز الامتحانات جاهزة منذ مدة ومراكز التجميع والاصلاح حددت بعد، واستعداداتنا البشرية والمادية جاهزة تماما ولم يتبق إلا أن يدخل التلاميذ موعد الامتحان بكل ثقة ليؤكدوا للجميع بأن التعليم في تونس دخل مرحلة جديدة هي مرحلة الجودة والتميز. طبعا وبرغم تحسب الوزارة لكل الطوارئ يمكن أن تجد أحداث قد تربك السير الطبيعي للامتحانات على غرار ما حدث في معهد 7 نوفمبر 1987 ببوعرادة أو معهد 2 مارس 1934 بڤبلاط إثر تهاطل الامطار بغزارة يوم الاحد أدت الى تسرب المياه الى الفصول في المعهد الاول ونزول صاعقة بالمعهد الثاني نجم عنها انقطاع التيار الكهربائي وهو ما حدا بإدارة المعهدين الى إلغاء الحصة الاولى في اختبارات مادة تقنيات المعلومات والاتصال لشعبة الاعلامية وأجرى التلاميذ المعنيين هذه المادة اختباراتهم في الحصة الثانية والثالثة. وحتى لا أثقل عليكم بالارقام أود أن أقتصر على امتحان الباكالوريا لأعلمكم أن عدد المترشحين بلغ هذه السنة 139 ألفا و147 تلميذا سيجتازون اختباراتهم في 513 مركزا وسيؤمن إصلاح هذه الاختبارات 31 مركزا في ما يتم التجميع في 7 مراكز. كان من المنتظر أن يلغى امتحان الرابعة من التعليم الاساسي خلال السنة الدراسية الحالية لكنه عاد بعد اتخاذ قرار التخلي عنه فكيف سيكون مستقبله؟ وهل سيعود امتحان السيزيام كما كان سابقا؟ نحن رأينا كوزارة أن هذا الامتحان التقييمي يأتي في سن مبكرة للتلميذ مما يجعله عرضة لارتباك ورهبة قد يؤثران على بقية مسيرته الدراسية ومع ذلك تريثنا في قرار إلغاء هذا الامتحان من عدمه لقناعتنا بأن المرحلة الاساسية من التعليم هي جملة من العناصر والملفات لابد أن تطرح كلها على طاولة الدرس وقد سبقنا في ذلك سيادة الرئيس زين العابدين بن علي عندما أذن ببعث لجنة وطنية لتعزيز مقومات الجودة في التعليم الاساسي وبالفعل اشتغلت هذه اللجنة التي ضمت ممثلين عن مجلسي النواب والمستشارين ووزارة التربية والمجتمع المدني طيلة شهري فيفري ومارس المنقضيين على امتداد 16 جلسة وتوصلت الى جملة من المقترحات والتوصيات تهم مختلف الجوانب التربوية والبيداغوجية وحتى الادارية ورفعت تقريرها النهائي الى وزير التربية وسيتم عرض هذا التقرير على أنظار الحكومة لاتخاذ القرار المناسب في شأنه. بالنظر لكل هذه المعطيات لا أستطيع في هذه المرحلة الاجابة بالتأكيد أو النفي عن عودة امتحان السنة السادسة «السيزيام» ولكن ما يجب تأكيده أن مقترحات اللجنة ستفضي بعد نظر الحكومة فيها تعديلات ستضمن مزيدا من الجودة لنظامنا التربوي في مرحلته الاساسية. هل هناك استعدادات خاصة من الوزارة للتصدي لطرق الغش المبتكرة والمعتمدة على وسائل وتكنولوجيات الاتصال الحديثة؟ نحن نعوّل كثيرا على الوعي الذي بلغه تلاميذنا من أجل المثابرة وتحقيق النجاح والابتعاد عن كل المظاهر المخلة كمحاولات الغش والوزارة اجتهدت كثيرا السنة الفارطة في مقاومة حالات الغش وقد ترصدنا 358 محاولة لم نتسامح مع أية واحدة منها وطبقنا القانون حسب سلم العقوبات المستوجب والقاضي بالحرمان من اجتياز الامتحان لفترة تتراوح من سنتين الى خمس سنوات حسب طبيعة الغش، وهذه السنة أعددنا حملة متكاملة للتحسيس من خلال وسائط ومعلقات ستنشر بكافة مراكز الامتحان بخطورة هذه الظاهرة وتداعياتها على مستقبل التلميذ علما أن الوزارة لن تتوانى في تطبيق القانون ولن تتسامح مع المخالفين. وبخصوص اعتماد الغش بواسطة بعض التجهيزات التكنولوجية الحديثة وبعد تدارس كل الامكانيات الكفيلة بمقاومتها أبرمنا اتفاقية مع اتصالات تونس وتونيزيانا تمكنا بمقتضاها من اقتناء 400 كاشف (détecteur) لهذه الاجهزة ستمكن من رصد المخالفين الذين لا يستجيبون للتعليمات الواضحة في مراكز الامتحانات والتي تمنع دخول هذه الاجهزة الى قاعات الاختبار. هل سيتم الزيادة في معاليم اصلاح امتحان الباكالوريا وتحسين ظروف عمل الاساتذة المصححين؟ لقد عملت الوزارة وبتعليمات سامية من لدن رئيس الدولة على ايلاء المربي مهما كان موقعه المكانة التي هو جدير بها باعتباره هو محور العملية التربوية وحامل رسالة نبيلة ومضطلع بأمانة ثقيلة هي اعداد مستقبل تونس من خلال تربية الناشئة على جملة من القيم النبيلة وتلقينهم شتى العلوم والمعارف ومن المعلوم أن الحكومة وبحرص من الرئيس زين العابدين بن علي شخصيا قامت بتطبيق الاتفاقات الخاصة بالزيادات في الاجور بل وتولت صرف القسط الثالث من الزيادات لمختلف مكونات الاسرة التربوية قبل الموعد المتفق عليه مع الاطراف الاجتماعية، أردت هذا التوضيح مدخلا للاجابة عن سؤالك الذي أقول بشأنه أن السنة الفارطة شهدت تحسينا باركه كل المربين المصححين سواء على مستوى تمكينهم من أفضل ظروف العمل في مراكز الاصلاح أو في مستوى خلاص معاليم الاصلاح نحن لا ننكر وجود بعض النقائص لكننا نجتهد في أداء الواجب بما يرضي الجميع وأعتقد أن الظروف هذه السنة ستكون أفضل بكثير من السنوات السابقة سواء للمصححين أو كذلك للأساتذة المراقبين.