أتت النيران على أغلب محلات سوق ليبيا بتطاوين في حريق ضخم اندلع صباح أمس. وقد وصفت الخسائر المادية بالفادحة جدا لا سيما وأن 60 محلا تجاريا على الأقل تفحّمت بمحتوياتها فيما وصفت الخسائر البشرية بالبسيطة إذ تمّ نقل 9 أشخاص الى المستشفى لأسباب مختلفة قبل السماح لأغلبهم بالمغادرة بعد الاطمئنان على صحتهم. «الشروق» حضرت بمكان الواقعة وعاينت الأضرار المادية الفادحة واستمعت الى رواية بعض شهود العيان. واتضح لنا من مصادر مختلفة ومتطابقة أن أولى شرارات الحريق اندلعت حوالي السادسة و45 دقيقة من صباح أمس في متجر كائن بسوق ليبيا في تطاوين فحاول صاحبه جاهدا محاصرة النيران لكنها تأججت وامتدّت الى المتاجر المجاورة فتكاثفت جهود أصحابها في اطفائها لكنها كانت أقوى منهم. وقد واصل بعض التجار سعيهم الى اطفاء النيران وحاول آخرون انقاذ ما يمكن انقاذه من السلع وهذا ما يفسر اصابات بعضهم بفعل الدخان أو سقوط بعض الأجسام الصلبة عليهم لكن هذه الاصابات وصفت بالبسيطة جدا والدليل أن 9 أشخاص تلقوا الاسعافات الفورية في المستشفى وتمّ السماح لهم بالانصراف فيما تمّ الاحتفاظ بمصاب واحد لمزيد الاطمئنان على صحته لكن آخر الأخبار تؤكد أن حالته جيدة. وقد تجنّد أعوان الحماية المدنية بتطاوين لإخماد الحريق الضخم وآزرهم في ذلك زملاؤهم من ولاية مدنين ونجحوا في مهمتهم حوالي الحادية عشرة من صباح أمس. ولعل ما صعّب عملهم عدم وجود نقاط ماء في السوق ولهذا كانت شاحنات الاطفاء تغادر مكان الحريق لتتزود بالماء من الآبار المجاورة. ولم يتم بعد التأكد من أسباب الحريق رغم أن جل الروايات غير الرسمية ترجح فرضية التماس الكهربائي. كما لم يتم تحديد قيمة الخسائر المادية نظرا لارتفاع عدد المحلات المتضررة من جهة والتفاوت بينها من حيث القيمة المادية من جهة أخرى وتشير بعض المصادر الى أن قيمة الضرر المادي تقدر بمئات الملايين من مليماتنا. وللإشارة فإن سوق ليبيا بتطاوين تضم حوالي 70 محلا تجاريا مختصة في بيع السلع المستوردة مثل الملابس والأجهزة الالكترونية وغيرها. وقد تمّت تهيئتها وتجديدها سنة 2005 حتى تساير ارتفاع حجم نشاطها.