فاجأني السيد زياد الموحلي رئيس فرع كرة السلة بنجم حلق الوادي والكرم عندما أكّد بأنه خلال الاسبوع الذي حقق فيه النادي عودته الى مداره الطبيعي أي اندية النخبة الوطنية، لم تسجّل المنطقة أي «حادث سلبي» نظرا لأن الجميع كان منشغلا في الاعداد لفرحة الصعود من لافتات و«لوازم احتفال». هذه المفاجأة السارة تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك بأن الرياضة علاج للكثير من الأمراض الاجتماعية العرضية منها والمزمنة، وأن حلق الوادي تتنفّس كرة سلة، وأن الشباب قادر على الفعل الايجابي متى توفّر «السميغ» من الارادة والاحاطة، فالفريق الذي حقّق الصعود شاب والمسيّرون المشرفون عليه لم يبلغوا بعد مرحلة الكهولة على غرار السيدين جمال الدين الغربي وزياد الموحلي، وحتىلا نقع اسرى الانتصار للشباب فقط علينا التنويه برئيس الجمعية السيد طارق بلخوجة وسلطة السيد ابراهيم بن سعيد. لحظات استثنائية لن نتحدّث عن تفاصيل الصعود والاختيارات ا لفنية وروعة المدرّب عبد الستار اللومي، وإنما سنكتفي باقتناص لحظات ومحطات مضيئة يمكن ان تكون نبراسا يقتدى به الناشطون في المجال الرياضي. «الموارد المالية كانت شبه منعدمة» هكذا تحدث الموحلي، لكن في المقابل توفر اكثر من عنصر بديل بدءا بالارادة ومرورا بالتضحيات وانتهاء بابتكار الحلول. فالقائمون على فرع السلة اتفقوا مع رئيس الجمعية على تأمين الازياء وكلفة النقل وخلاص أجور المدربين، وفي المقابل تقاسم المشرفون على الفرع قوتهم مع اللاعبين،ولم يتردد الاحباء الغيورون في المساندة وانخرط اللاعبون في مسار التضحيات حيث تسلحوا بعقلية الاحتراف لحظات العطاء (أي التدرّب واللعب) وركنوا الى عقلية الهواية كلّما تعلّق الأمر بالحصول على الأموال، فكانت ملحمة رائعة. هذه الملحمة ساهم فيها ضلع آخر اسمه جمهور حلق الوادي الذي كان فيه الاسمنت الذي أهدى الجمعية اللحمة في وقت عز فيه الاسمنت من أسواقنا)، وكم كان الجمهور رائعا عندما ساهم في انجاح الأفكار الخلاّقة على غرار اقتناء أزياء حلق الوادي بهدف انعاش «الكاسة» وغيرها من الافكار التي ينبغي تسجيلها كملكية فكرية. مستقبل واعد السيد زياد الموحلي عدّد أسماء المساهمين في ملحمة الصعود (15 ماي 2010)، واجتهد أيما اجتهاد حتى لا ينسى أي اسم سواء من اللاعبين او المسيرين او الداعمين او السلطات الجهوية او جامعة كرة السلة (السيد علي البنزرتي مثلا) لكننا آثرنا عدم الدخول في لعبة الاسماءخاصة وأن الفريق حقّق الصعود بفريق شاب وزاخر بالمواهب وبمسيّرين اختاروا خوض الصعاب وآمنوا بأن المستحيل بالاجتهاد يصبح صعبا، والصعب يتحوّل الى ممكن، كممكن يغدو واجبا... هذه المعاني استلهمها المسيّرون من المناخ العام ونسجوا على منوالها في أرض الواقع. سألت السيد الموحلي عن نيته المواصلة في العمل فأجاب بأنه لا يتحدث عن النوايا وانما عن العشق الابدي لحلق الوادي وسلّتها، وأكّد بأنه لن يتردّد في خدمة الجمعية من أي موقع كان، وهو المؤمن أشد الايمان بأن لكل مرحلة رجالاتها، وحلق الوادي تزخر بالرجالات والكفاءات القادرة على أن تعيد سلسلة المنطقة اشعاعها وزيادة.