تعيش بلادنا هذه الأيام على إيقاع حدث هام وهو مرور 135 سنة على تأسيس الصادقية هذه المنارة العلمية التي تخرج منها عدد كبير من المناضلين الذين وهبوا ونذروا شبابهم من أجل هذا الوطن العزيز. هذه المنارة التي أسسها المصلح خير الدين باشا سنة 1875 كان مقرها الأول كائنا ب55 نهج الزنايدية قرب جامع الزيتونة المعمور ثم انتقلت إلى مقرها الحالي في أكتوبر 1897 بهضبة القصبة ومنذ انبلاج فجر التغيير عهدها رئيس الدولة بعنايته من حيث الرعاية والترميم والإصلاح. وقد تخرج منها عدد لا يحصى من المناضلين أخص بالذكر منهم علي باش حانبة مؤسس جريدة التونسي والزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وجلولي فارس ومحمود الماطري أول رئيس الحزب الدستوري الجديد والمنجي سليم والحبيب بولعراس وفرحات الدشراوي وأحمد بن صالح وفؤاد المبزع ومحمد مزالي وسليمان بن سليمان ومصطفى الفيلالي وابراهيم طوبال والبشير بن يحمد والحبيب بن كريم وكان هؤلاء يتصفون بعدة خصال ليس أقلها تألقهم في الدراسة وتواجدهم في الصدارة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن وكانوا من ضعاف الحال والبعض منهم تقلد مناصب سياسية والبعض الآخر امتهن أعمالا حرة وقد أثرت هذه المدرسة في حركة النضال ولا بد من الإشارة إلى أن شرارة أحداث 9 أفريل المجيدة انطلقت منها واعترافا بالدور الهام الذي لعبته احتفت بلادنا بهذا الحدث يوم 8 ماي الفارط بإشراف وزير التربية الأستاذ حاتم بن سالم ورئيس مجلس النواب ورئيس جمعية قدماء الصادقية الأستاذ فؤاد المبزع عبر إنجاز معرض للصور والوثائق التي تصور جوانب هامة من تاريخها إلى جانب حفل استقبال بحضور تلاميذها وندوة فكرية بمساهمة قدماء المدرسة وقد تم الإعداد لهذه التظاهرة من طرف لجنة من الأساتذة. وبهذه المناسبة العزيزة أقدم تشكراتي إلى كل من كان له الفضل في حفزي على سلك درب النضال وأخص بالذكر الحبيب بولعراس والدكتور فرحات الدشراوي.