أجمعت وسائل إعلام ومحللين وعسكريين ووزراء اسرائيليين أمس على فشل حكومتهم في مواجهة قافلة الحرية سياسيا وعسكريا، وتبادلت الحكومة والجيش الاتهامات حول الاخفاق في الاستعداد للعملية العسكرية ضد الاسطول لكن الاسرائيليين أجمعوا على أن الفشل الاعظم كان في المعركة الاعلامية الدولية. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني عن وزراء اسرائيليين قولهم إنه خلال المداولات التي سبقت العملية العسكرية ضد القافلة وعد الجيش بأنها ستنتهي دون إصابات بينما أكد ضباط كبار أنه تم استعراض احتمالات أمام الحكومة بأن العملية ستنتهي بسقوط قتلى وجرحى. نتنياهو تحت المقصلة وفي إطار الاتهامات المتبادلة وجه وزراء اتهامات الى القيادة السياسية التي أشرفت على العملية أي الهيئة الوزارية والحكومة المصغرة للشؤون السياسية والامنية وطالبوا بعدم تحميل الجيش مسؤولية النتائج. ومن جانبهم وجه ضباط كبار اصبع الاتهام الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقالوا إنه قبل سفره الى أمريكا الشمالية جمع الهيئة السباعية مرة أخرى وقرر المصادقة على القرار نفسه الذي تمت المصادقة عليه قبل ذلك مؤكدين أنه كان على علم بالمجزرة التي حدثت وصادق عليها شخصيا. وفي اتجاه آخر اعتبرت قيادات سياسية صهيونية أن الانتقادات الدولية الواسعة ضد اسرائيل ستؤدي الى تراجع مكانتها في الجلبة الدولية، ولفت مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية الى أن تأثير ذلك لن يكون أقل من تقرير غولدستون والانتقادات التي وجهت الى كيان الاحتلال خلال عملية الرصاص المصبوب على قطاع غزة. فشل وخيبة وفي هذا الاتجاه طغت المقالات التحليلية على الصحف الاسرائيلية الكبرى وهي «معاريف» و«يديعوت أحرونوت» و«هآرتس» وأجمعت غالبيتها الساحقة على الفشل الاسرائيلي وعكست حالة من الخيبة حيال الاداء الاسرائيلي. ففي صحيفة «هآرتس» كتب المحلل العسكري عاموس هارئيل ان اسرائيل ستواجه صعوبة بالغة في شرح موقفها أمام العالم لأنه لا يمكنها أن تفسر الكم الهائل من الدماء والقتلى من دون سقوط قتلى في جانبها، وطالبت افتتاحية الجريدة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في اتخاذ القرارات وتحديد من يتوجّب محاكمته. ومن جهته اعتبر المحلل السياسي في صحيفة «معاريف» بن كسبيت أن العملية كانت غباء مطلقا ومزيجا من الاخفاقات ورأى انها ستلحق ضررا كونيا لاسرائيل في مجالات لا نهاية لها، ورأى المحلل العسكري عوفر شيلم انه بالنسبة لاسرائيل العالم كله «عينتيبة» في إشارة الى عملية الكوماندوس الاسرائيلي في عاصمة أنغولا لانقاذ اسرائيليين في طائرة مخطوفة في سبعينات القرن الماضي. وبدوره اعتبر المحلل السياسي إيتان هابر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الكارثة نجمت عن نشوة القوات الصهيونية بفعل القتل مشيرا الى أن المسألة كان يمكن أن تحل بطرق سلمية، بينما اعتبر زميله في التحليل الاقتصادي سيفر بلوتسكر إن المشكل ليس في كيفية الدخول الى «فخ حماس» بل في أن «إيهود باراك قد فشل وعليه أن يستقيل».