كشفت تقارير إعلامية اسرائيلية أنّ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما يستعدّ لمنح الضوء الأخضر للجيش الأمريكي لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران في مؤشر ينذر بأنّ ساعة ضرب طهران قد دقت على ما يبدو. نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أمس عن شخصية أمريكية تعرف مزاج وطبيعة تفكير الرئيس الأمريكي باراك أوباما قولها إنه سيصدر أمرا بمهاجمة المنشآت النووية، لأنه وعد إسرائيل والعرب بمنع إيران بالقوة من حيازة سلاح نووي ولا يستطيع أن ينكث بوعده. ونقل المحلل الاقتصادي السياسي في الصحيفة الإسرائيلية سيفر بلوتسكر عن الشخصية الأمريكية قولها إنه «إذا استمر الإيرانيون الاستخفاف بتحذيراته فإن أوباما سيرسل طائرات للقصف، وهو سيصدر أمرا بمنع إيران بالقوة من أن تتحول إلى دولة عظمى عسكرية نووية، وهذا وعد أعطاه لإسرائيل ولجميع شعوب الشرق الأوسط ولن يكون باستطاعته أن ينكث به». قرار وشيك؟ وأضاف بلوتسكر أن أوباما سيتخذ قرارا بشأن احتمال قصف المنشآت النووية الإيرانية خلال فترة قريبة وحتى «أقرب مما يعتقد»، وأن هذا الموضوع بات مطروحا لعدة أسباب، أولها يتعلق بتراكم معلومات استخباراتية «موثوقة» حول وجود نشاط إيراني مكثف بالمجال النووي العسكري. وتابع بلوتسكر أن السبب الثاني نابع من تخوف يستند الى أن الإيرانيين سينزلون معظم خطوط الإنتاج النووي إلى أعماق الأرض وداخل مغارات في الجبال حيث لن تتمكن أقمار التجسس الاصطناعية أو طائرات الاستطلاع من رصدها. وقال بلوتسكر إن السبب الثالث سياسي، وأن موجة الاحتجاجات في الدول العربية تغري حكام إيران بالتدخل والتحريض وإثارة الصراعات ومحاولة توسيع تأثير «الإسلام المتعصب من مدرسة الخميني والسائرين على دربه»، وأن جيران إيران القريبين والبعيدين قلقون مما سيحدث في حال حيازة إيران على سلاح نووي ويوجهون أنظارهم نحو أمريكا، حسب قوله. والسبب الأخير هو أن الرأي السائد في واشنطن اليوم، وفقا لبلوتسكر، هو أن قصفا أمريكيا على شكل «عملية جراحية عسكرية ومركزة» ضد المنشآت العسكرية بأنحاء إيران لن تقود إلى موجة عداء وكراهية تجاه الولاياتالمتحدة. وأضاف بلوتسكر أن محللين أميركيين يقدرون أن رد الفعل الإيراني سيكون محدودا، وأن إسرائيل لن تكون ضالعة في الهجوم العسكري الأمريكي، في حين أن حزب الله لن يهاجم إسرائيل بالصواريخ لأسباب خاصة به. ورغم أن هجوما أمريكيا كهذا لن يقضي على البرنامج النووي الإيراني بالكامل لكنه سيعيده عدة سنوات إلى الوراء وسيبث رسالة حول الحزم الأمريكي. لكن بلوتسكر لفت إلى أن احتمال شن الولاياتالمتحدة هجوما عسكريا وتدمير المنشآت النووية في إيران يثير توجسا بإسرائيل ولدى مؤيديها في أمريكا الذين يصفون أوباما بأنه «معاد لإسرائيل» و»يخدم مصلحة الفلسطينيين». وكتب المحلل أن هناك تساؤلات في حكومة إسرائيل مثل «ماذا سيطلب منا أوباما بالمقابل بعد أن يحررنا من الخطر النووي الإيراني»، وأنه «إذا طلب تجميد البناء (الإستيطاني) بالمناطق (الفلسطينية) فهذا يعني أنه كان وما زال معاديا لإسرائيل». تصميم أوروبي من جهة أخرى أكد الاتحاد الاوروبي انه لن يتراجع عن فرض عقوبات جديدة على ايران رغم تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز، الممر الاساسي للقسم الاكبر من الصادرات النفطية، في حال فرض حظر على النفط الايراني. وصرح المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، أمس لوكالة فرانس برس أن «الاتحاد الأوروبي ينوي فرض سلسلة جديدة من العقوبات على إيران ولن نتخلى عن هذه الفكرة». وقال المتحدث مايكل مان أن قراراً محتملاً حول دفعة جديدة من العقوبات على طهران قد يتخذ خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الاوروبيين في 30 جانفي المقبل في بروكسل. وأعلن الاتحاد الاوروبي مطلع الشهر الحالي أنه ينوي فرض عقوبات جديدة على إيران في حال لم تتعهد طهران بالتعاون مع الأسرة الدولية بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، لكن الاوروبيين لا يزالون منقسمين حول جدوى فرض حظر على النفط الايراني.