روى رئيس هيئة الاغاثة الانسانية التركية تفاصيل مفزعة عن جريمة أسطول الحرية مشيرا الى أن جنودا صهاينة هاجموا من كل حدب جوا وبحرا «مثل يأجوج ومأجوج»... وقال رئيس الهيئة «بولنت يلديريم»: «كنا نصلّي صلاة الفجر وفوجئنا بجيوش تهجم علينا مستخدمة شتى أنواع المركبات البحرية فظننا للوهلة الاولى أنها مظاهرة اسرائيلية ضدنا ولو كنا في المياه الفلسطينية لأدركنا أننا نتعرض الى هجوم عسكري وفجأة هجموا علينا وقاومهم أصدقاؤنا... وكانت كل أجهزة ووسائل الاعلام في السفينة فقلنا لنتكاتف ونمنعهم من الوصول ولكن الامر تغيّر». وأضاف انه قال للجنود الاسرائيليين إنكم تديرون الازمة بشكل خاطئ «فأجابوه ألم تهجم علينا بآلات حادة»!! وتابع شرح تفاصيل الواقعة قائلا: «وبعد ذلك تلقوا الاوامر باستخدام الذخيرة الحيّة فأطلقوا النيران والقنابل الغازية وأول رصاصة أطلقوها كانت بلاستيكية صوّبوها على أخينا جودت فانتقل الى جوار ربه شهيدا... وكان ضمن هيئة الاعلام يقوم آنذاك فقط بالتقاط صور للطائرات الاسرائيلية وهي تطلق علينا نيرانها من فوق وفجّرت الرصاصة مخّه». وقال: «وبدأنا نتلقى أخبار الشهداء من كافة أرجاء السفينة وفي تلك الفترة استطاع إخواننا السيطرة على عشرة جنود اسرائيليين... وأخذنا أسلحتهم... ولو كنا استخدمناهم لما عاب علينا أحد فهو حقنا الشرعي والقانوني ولكننا فضلنا عدم استخدامها وألقيناها في البحر... وقد سجل الاعلام هذه الوقائع... ولقد تبدّدت صورة الجيش الاسرائيلي حيث استطعنا أن نقول للعالم ثلاثة أو خمسة متطوعين دون سلاح استطاعوا السيطرة على الجنود الاسرائيليين المدججين بالسلاح». وتحدث يلديريم عن الوحشية الاسرائيلية قائلا: «خلعت قميصي الابيض ولوّحت لهم به ليتوقفوا عن الضرب ورغم ذلك استمروا في قتل إخواننا... كان في المرحاض جثتان لا نعلم من هما وقدمنا تسعة شهداء أتراك ولدينا 38 جريحا وليس 21 كما يقولون». وأضاف: «إنهم قتلوا إخواننا الذين سلّموا أنفسهم لهم وألقوا ببعضهم في البحر وقتلوا الطبيب الذي كان معنا ولولا النساء الذين كانوا معنا ما استسلمنا». ونقل يلديريم التعذيب الذي تعرضوا له قائلا: «اقتادونا الى الطابق الثاني في السفينة وأركعونا وكبّلوا أيدينا... ولم يسمحوا لأحد منا رجالا وأطفالا ونساء من الذهاب الى دورة المياه... وجعلوا مروحية عسكرية تدور فوق رؤوسنا عمدا لمدة خمس ساعات وتحمل المياه من البحر وتلقيها علينا ونحن طريحي الارض مكبّلين في الجو البارد.