اليوم تعود الجزائر إلى كأس العالم بعد غياب قارب ربع قرن من الزمن الآن حان لذلك الحلم الجميل الذي راود الجميع طيلة التصفيات أن يرى النور عندما تلامس أقدام الجزائريين معشب ملعب روايال بانوكينغ في مشهد ستقشعر له أبدان بلد المليون شهيد وستتحرك له المشاعر من المحيط إلى الخليج عندما ينشد السلام الجزائري إيذانا ببداية مرحلة جديدة ستظل عالقة في الأذهان وهذا ما نتمناه من خلال نتيجة إيجابية تجعلنا نتشرف أكثر كعرب بإيفادنا هذا الممثل وسنظل كذلك... أشبال رابح سعدان يعلمون أن مفتاح البطولة يكون في الفوز بالمباراة الأولى وتخطي عقبة المنتخب السلوفيني العنيد وهنا تبدو كل المؤشرات إيجابية فالمنتخب الجزائري كان قد شاهد المباريات الأخيرة لمنافسه وبدا التفاؤل يحدو الجميع بين تصريحات سعدان وكريم مطمور والاعتماد الأساسي للمنتخب الجزائري سيكون على الفنيات الفردية للاعبيه أمام الانضباط التكتيكي العالي والقوة البدنية التي يتميز بها المنتخب السلوفيني.. وطريقة لعب ثعالب الصحراء ستكون تقليدية وفق طريقة 352 في حراسة المرمى سيكون فوزي الشاوشي وفي خط الدفاع الثلاثي عنتر يحيى (القائد) رفيق حليش (الجينيرال) ومجيد بوقرة (الماجيك) في حين شهد خط الوسط بعض التغييرات بدخول حسان يبدة كلاعب ارتكاز إلى جانب الوافد الجديد مدحي لخسين ليعوض القائد السابق يزيد منصوري في الجهة اليسرى سيلعب فيها الطائر نذير بلحاج أما الجهة اليمنى فسيشغلها كريم مطمور الذي يتحول في بعض الأحيان إلى مهاجم ثالث ويقوم مجيد بوقرة بالتغطية عليه... الفنان زياني سيلعب كجناح أيسر في حين أن خط الهجوم سيكون فيه رفيق جبور، ليبقى مركز المهاجم الثاني محل جدل بين عبد القادر غزال الصائم منذ مدة عن التهديف ورياض بودابوز اللاعب الواعد صاحب الفنيات العالية. بعيدا عن الحسابات التكتيكية ستكون عزيمة الجزائريين حاسمة في لقاء اليوم في الوقت الذي يبدو فيه المنافس مجهولا نظرا لأن المنتخبين لم يسبق لهما أن تقابلا أبدا.. المنتخب السلوفيني قليل الخبرة العالمية حيث لم يشارك إلا في مونديال 2002 لكن سمته البارزة اندفاعه البدني ولياقته العالية في امتداد لخصال كرة قدم أوروبا الشرقية وهو منتخب يشهد تطورا مطردا في المستوى الكروي خلال السنوات الأخيرة بفضل صعود عناصر مثل متوسط الميدان روبيرت كورن قائد المنتخب والمهاجم زلاتكو ديديتش مهاجم طويل القامة وقادر على التسجيل في أية لحظة ما يتطلب حذرا دفاعيا كبيرا من دفاع المنتخب الجزائري غير أن هذا المنتخب تعوزه الخبرة إلى جانب محدودية الإمكانات الفردية للاعبيه.. ننتظر من الجزائريين سيناريو مماثلا لمونديال إسبانيا 1982 حيث فتح الانتصار الأول للخضر الباب على مصراعيه للتأهل لولا تلك المؤامرة الدنيئة، المعطيات تغيرت الآن والأمل يحدو الجميع في رؤية منتخب يشرف كل العرب، قلوبنا ستخفق طيلة التسعين دقيقة والحلم سيظل يداعب الجميع.. نقطة الصفر لحساب جزائري جديد...