سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة (295): بن صالح يجيب القرّاء عن تساؤلاتهم: نعم فهمت ان العملية مدبرة بعد ان رجع الادغم منزعجا ومتسائلا عما جرى
حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي واصلت سؤال سي أحمد حول قصة البرنامج التلفزي الذي كان ندوة صحيفة ترأسها الباهي الادغم الامين العام للحزب وكاتب الدولة للرئاسة فقلت له متى تبين لك ان العملية (أي البرنامج) مبيتة وهل كنت على علم بجزء من القصة قبل أن تدخل الاستوديو؟ عن هذا السؤال يقول صاحب المذكرات اولا لم أكن على علم بأي شيء وقد شاركت في الحوار والاجابة عن الاسئلة - كما ذكرت ذلك انفا – (في حلقة الامس) بشكل طبيعي ولكن منذ رجع الباهي الأدغم من المكالمة مع بورقيبة وقال ما قال من اسئلة وتساؤلات عما جرى فهمت أو بدأت أفهم ان في الأمر عملية مدبرة وهنا عاود سي أحمد بن صالح التشديد حول الاعلام والصحفيين وهل ان علاقاته بالصحافة زمن الستينات كانت علاقة مسؤول مع اعلام دولة أو حزب فقال «أتحدى أيّا كان يثبت انني قلت يوما لصحفي بأن يتصرف هكذا أو ان يكتب (كذا) لم تكن علاقة أمر بيني وبين الصحفيين فقد كانت مرة واحدة أبديت فيها رأيي غير الموافق لما كتبه أحد الصحفيين في جريدة الحزب (العمل) وكنت وقتها كاتبا عاما مساعدا للحزب وقد اعتبرت ان ما كتبه كان خاطئا وكان المعني بالأمر رئيس تحرير العمل وهو مع محمد الصياح بصفته مديرا للحزبا ومسؤولا عن الجريدة وأنا مسؤول قمت بتلك الملاحظة وقلت رأيي وعبرت عنه بأنني لست متفقا مع رأيه «وعن سؤال آخر له طابع استفساري لاننا تعرضنا الى جوانب عدة منه واقصد خروج «سي أحمد» بن صالح من السجن فقد ورد علينا سؤال من احد القراء طلب عدم ذكر اسمه ان لماذا لم يفكر صاحب المذكرات في الخروج (يقول الهروب) من البلاد حالما عرف ان في الأمر مؤامرة أو مكيدة مدبرة ضد شخصه فقال «تحدثت بالتفصيل عن دواعي الخروج أو التحرر من السجن اذ لم أكن أفكر في الخروج من السجن الا متى سمعت بورقيبة عبر امواج الاثير وهويتحدث عن المشنقة وبن صالح وان حبل المشنقة «لعله» اثمن من ان يلف على رقبة بن صالح لقد اقترح عليّ أخي الاكبر وأنا مازلت في البيت هنا ان أغادر البلاد عبر تنظيم خطة للخروج لكنني رفضت معتقدا بصدق انني لوفعلتها لثبتت ضدي كل التهم والأقاويل التي بدأت تثار عبر الحملات الاعلامية وكان أخي قد فكر في الموضوع من شدة المؤامرة والظلم اما في السجن وعندما سمعت بورقيبة يقول ما قاله بنفسه وقررت ان أغادر. إذ الى ذاك اليوم يوم سمعت خطاب بورقيبة وأنا في السجن لم أسمع ولا كلمة واحدة من بورقيبة ضد شخصي وعندما أعلمني في ذاك اليوم الذي كان في مكتب واليين وهاتفني بورقيبة وقال لي عبر المكالمة الهاتفية أن الأمر لا يعني تغييرا في سياسة الدولة (التنموية)حيث قال بالحرف وقلتها سابقا «يا سي أحمد هذيكة سياستنا(,,,,) ربما أخطأنا التبليغ,,,» وعندما عبرت له أن المصادفة طيبة حيث أن صحتي لم تعد تسمح لي بتحمل أعباء المسؤولية (الوزارة) قال لي: لن تفارقني الآن,,, أي لن تغادر الحكومة,,, ستبقى على رأس التربية القومية إذن عندما نظمنا أمر الخروج من السجن كنت أنا بالداخل (داخل السجن) وأخي الأكبر مقام والدي بالخارج ونظمنا عملية الخروج من السجن... كان ذلك القرار بسبب أساسي وهو أن ما وقع لي كان مظلمة... وما سمعته من خطاب بورقيبة في الإذاعة كشف لي بأن النية كانت سوداء...».