مؤكد أن الجمهور التونسي تخلص تدريجيا من جرح الخروج من المونديال بمجرد أن شاهد ذلك المردود المتواضع الذي قدمته المنتخبات المشاركة في مونديال جنوب افريقيا بما في ذلك المنتخب النيجيري الذي ترشح على حساب نسور قرطاج بطريقة دراماتيكية في الوقت الذي كان فيه منتخبا الوطني قد سيطر بالطول والعرض على مجموعته منذ مقابلته الاولى أمام كينيا وتصدر الترتيب العام الى حدود مقابلته الاخيرة أمام الموزمبيق!!! الجمهور التونسي لم يحمل الحقد على النيجيريين بل انه ساند رفاق «تايو» عندما واجهوا الارجنتين واليونان حيث مني بهزيمتين جعلت كل تونسي غيور على منتخبه يعلن بالصوت العالي أن المنتخب التونسي كان الاجدر بالتواجد في مونديال جنوب افريقيا بل وكان بامكانه مقارعة أبناء «مارادونا» واحراجهم مثلما فعل زملاء قمامدية في كأس القارات بألمانيا عام 2005 وجزم الجميع بقدرة «النسور» على الاطاحة باليونانيين والكوريين الجنوبيين وبلوغ الدور الثاني... وحتى لا يبقى كلامنا ضربا من الخيال والاحلام فقد توجهنا بالسؤال التالي: ماذا لو كان منتخبنا الوطني فعلا جنبا الى جنب مع الارجنتين واليونان وكوريا الجنوبية بدل المنتخب النيجيري الذي «سلب» منتخبنا حقه التاريخي في المشاركة في أول مونديال يقام في القارة السمراء؟ وذلك على أسامة الدراجي وعادل السليمي وبسام الجريدي الذين سبق لهم مواجهة النيجيريين ونالوا من شباكهم فأكدوا ما يلي: أسامة الدراجي: مردود نيجيريا في المونديال أكد أننا كنا الاجدر... البداية كانت بأسامة الدراجي صاحب أحد أجمل الاهداف التونسية في الشباك النيجيرية خلال التصفيات المزدوجة لكأس العالم وافريقيا 2010 تحدث الدراجي قائلا: «لقد أثبت المنتخب الوطني أنه المنتخب الاجدر بالترشح الى نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا فقد تصدرنا الترتيب العام للمجموعة وكنا الأفضل فنيا وبدنيا طيلة التصفيات وحتى من الناحية الفردية فقد كان منتخبنا الوطني يضم عدة عناصر تتمتع بامكانات فنية عالمية مؤكد أنها كانت ستبرهن عنها وتثبتها عندما كنا في طريقنا الى مونديال جنوب افريقيا... وأثبت منتخبنا أنه أفضل منه لذلك أقول بكل صراحة أننا كنا الاجدر ببطاقة الترشح الى المونديال وهو ما تأكد فعلا من خلال ما قدمه المنتخب النيجيري الى حد اللحظة وأجزم بأن منتخبنا الوطني لو أنه كان ضمن المنتخبات المشاركة فقد كان بامكانه تحقيق انجاز تاريخي من خلال الترشح الى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه وكلامي هذا ليس اعتباطيا وانما بالنظر على المستوى المتواضع للمجموعة الثانية التي تضم نيجيريا والارجنتين واليونان وكوريا الجنوبية». عادل السليمي: لو شارك منتخبنا في المونديال لتأهل الى الدور الثاني طرحنا السؤال نفسه على عادل السليمي الذي سبق له أن سجل هدفا للنيجيرين بتاريخ 23 جانفي 2000 فقال: «مع كل احترامي للمنتخب النيجيري فإن منتخبنا الوطني التونسي كان الاجدر بالتواجد في مونديال جنوب افريقيا وان تصدر منتخبنا الوطني للترتيب العام طيلة التصفيات والانسحاب خلال المقابلة الاخيرة أمام الموزمبيق كان أمرا دراماتيكيا وظالما لمنتخبنا الوطني وبكل صراحة حتى لو قمنا بمقارنة بين المنتخبين التونسي والنيجيري من الناحية الفنية سنلاحظ الفوارق الواضحة بينهما وأجزم بأنه كان بامكاننا الذهاب بعيدا في هذا المونديال وربما كنا سنحقق الترشح الى الدور الثاني برفقة منتخب الارجنتين وذلك بحكم المردود المتواضع لليونانيين الذين بدت عليهم علامات الشيخوخة واضحة وكان بامكان منتخبنا الوطني مقارعة أبناء «مارادونا» والاطاحة بالكوريين الجنوبيين بل وأعتقد بكل صراحة أن المستوى الفني لمنتخبنا الوطني يفوق المستوى العام لعدة منتخبات أخرى مشاركة في هذه التظاهرة العالمية وهو ما ستؤكده عناصرنا خلال الأيام القادمة». بسام الجريدي: كنا الاجدر بالمونديال ولكن... وتحدثنا أيضا الى بسام الجريدي صاحب خماسية كاملة في شباك نيجيريا من خلال ثلاثية عام 1984 وثنائية عام 1985 تحدث قائلا: «بكل صراحة ودون مغالطة أو مجاملة كان بامكان منتخبنا الوطني اقتلاع ورقة الترشح الى مونديال جنوب افريقيا لأنه أثبت أنه الاجدر طيلة مقابلات التصفيات لذلك انتظرنا أن يكون منتخبنا الوطني في المونديال ولكن حدث العكس... ولكن لا فائدة في الندم والحديث عن جدارتنا بالتواجد مكان نيجيريا خاصة بعد أن منيت بهزيمتين وأصبحت على أبواب الانسحاب اذ ينبغي الآن التفكير في المستقبل فحسب والتخطيط على المدى البعيد لأن المعطيات الحالية الخاصة بالعناصر الدولية مازالت دون طموحات وتطلعات الشعب التونسي بحكم الفرق المتواضعة التي تنشط في صلبها عناصرنا الدولية وكذلك تواضع المردود الفني لعدة عناصر أخرى بعيدا عن كل أشكال العاطفة».