أسفرت منافسات المجموعة الثالثة عن إقصاء الجزائر بعد خسارتها مع أمريكا بهدف نظيف في الوقت القاتل ولقيت سلوفينيا نفس المصير بخسارتها امام انقلترا بنفس النتيجة ليعبر المنتخبان الأمريكي والانقليزي الى ثمن النهائي. ٭ النتائج: انقلترا سلوفينيا: 1 0 أمريكا الجزائر: 10 المؤشرات الاولى للمباراة كانت توحي بتألق جزائري خاصة وأن مطمور أرعب الامريكيين منذ الثانية 25 بتصويبة متقنة كانت بمثابة الاعلان الاول عن النوايا الجزائرية ليأتي التأكيد بعد خمس دقائق من تصويبة رائعة من اقدام جبور تحالفت فيها العارضة مع الحارس هاوارتد وأنقذته من أول الأهداف. الى هنا انتهى العرض الجزائري وشاهدنا شبح ذلك المنتخب الذي أوقف الانقليز في ما يبدو قراءة فنية ذكية من المدرب الامريكي برادلي الذي اوصى لاعبيه بسرعة نقل الكرة لتفادي الضغط الجزائري الذي افتقد لحافز الروح المعنوية العالية ،سلاح العادة، لتبدأ الحملات الامريكية من وسط الميدان وعلى الاطراف وتثمر محاولات عديدة بدأت الاولى في الدقيقة 16 ثم جاءت الثانية لتدخل الرعب في قلوب الجميع في الدقيقة 19 بعد خطإ دفاعي فادح لكن التصدي الرائع لمبولحي وراية مساعد الحكم التي أعلنت عن تسلل عاملان اجلا اقصاء الجزائر. حينها جاء الخبر المفرح بعد تقدم أنقلترا على سلوفينيا ليصبح الخضر مطالبين بتسجيل هدفين لكن ذلك بدا صعبا امام تفنن جبور في اهدار الفرص واكتفاء بقية اللاعبين بمطاردة الكرة باستثناء مطمور المجتهد . بعد ذلك جاء مد هجومي امريكي جعلنا نعيش لحظات صعبة في الدقائق 33 و35 و36 ولولا تألق مبولحي الذي كان رجل الشوط الاول لكانت النتيجة كارثية لينتهي الشوط على تصويبة «عن غير وعي» من زياني عكست حالة الشتات الذهني للخضر والى هنا تودع الجزائر رفقة أمريكا وتتأهل سلوفينيا وأنقلترا.. سيناريو هيتشكوكي الجزائويون استهلوا الشوط الثاني مثلما كان الاول بهجوم من أقدام مطمور في الدقيقة 46 لكن خطة التسلل اجهضت عمليته... وباستثناء تلك المحاولة عادت المباراة لرتابتها المعهودة وسط نسق جزائري بطيء ورصانة أمريكية عبر هجومات خاطفة تنتظر لحظة الحسم التي كانت تبدو قريبة بعدما أطنب زملاء مجيد بوقرة في اللعب بالعرض وافتقدوا الى روح منتخب يحتاج للفوز من أجل إسعاد شعب كامل ومن خلفهم ملايين العرب رغم ان معطيات مباراة سلوفينيا وأنقلترا كانت تصب في صالحهم. بمرور الوقت دفع سعدان بغزال وقديورة وصايفي لكن لا جديد يذكر اداء ونتيجة فيما التزم برادلي بالهدوء وكأنه كان يشعر بقدرة فريقه على التسجيل في الوقت الذي يكفيه هدف وحيد لتحقيق معجزة ومع مرور الدقائق زادت تلك القناعة لأن الحاجز الوحيد للأمريكان كان الحارس مبولحي الذي استبسل في الذود عن مرماه وسط دفاع يتداعى بأكمله مع كل هجوم امريكي ضاغط في الدقائق الاخيرة. هيتشكوك مر من ملعب المباراة وكتب السيناريو الأليم لقصة جزائرية عربية مؤلمة وفرحة أمريكية هيسترية فإلى حدّ الدقيقة 91 تعلن النتائج الحاصلة عن ترشح أنقلترا وسلوفينيا وانسحاب الجزائر وأمريكا في نفس اللحظة يضيع صايفي هدف انعاش الأمل الاخير فيعكس الامريكان الهجوم ويمضي دونوفان على هدف سمع صداه في افريقيا وآسيا فأبكى الجزائريين ومن بعدهم العرب وامتد الى أوروبا ليعلن «مأساة» سلوفينيا وانطلق الى امريكا بفرحة عارمة فيما بقي رجل المباراة مبولحي يلعق مرار هزيمة قاسية... تلك هي واقعية الأمريكان.. وتلك هي عقلية العرب.