إذا كان صيف 2004 تميّز بسقوط المهرجانات الدولية الكبرى رغم ما يتوفر لها من امكانيات فإنه شهد تألق بعض المهرجانات الصغرى التي نجحت في صياغة برامج متوازنة. هذه المهرجانات تتوزع بين الشمال والجنوب ففي قابس مثلا حقق مهرجان سيدي بلحسن بغنوش التميز وسرق الأضواء من خلال برنامج تضمن سهرة للشعر الشعبي ويوما للمسرح أعلن فيه عن تأسيس جمعية الشباب المسرحي بغنوش وندوة حول مسرح الهواة والنقد وعرض مسرحية «في هاك السردوك نريشو» وكان الاختتام بعرض فرجوي بعنوان: «اللمة» استعرض تاريخ غنوش إلى جانب عروض للأطفال وعروض فنية. هذا المهرجان الصغير في امكانياته الكبيرة في طموحاته ليس الوحيد الذي حقق التميز في صائفة 2004 . فهناك مهرجانات أخرى كثيرة وفقت في تنظيم سهرات متنوعة بهذه الدورة من المهرجانات كانت دورة المهرجانات الصغرى أما المهرجانات الدولية فقد وقع أغلبها في فخ النجوم الذين يحصلون على عشرات الملايين دون أن يحققوا إضافة تذكر. ولعل النجاح غير المتوقّع الذي حققه عرض الهادي حبوبة في قرطاج وكذلك عرض علياء بلعيد دليل على ملل الجمهور من أغاني كليبات غرف النوم وسقوط بريق النجوم. فهل تفهم المهرجانات الكبرى الدرس في العام القادم. وتسعى إلى تقديم برامج متوازنة وغير مكلفة ماديا؟