تستعد العاصمة لاستقبال الدورة الثانية من لقاء تونس للطيران أيام 5 و6 و7 جويلية الجاري والتي سوف يحضرها كبار صانعي الطائرات ومكوناتها في العالم ومنهم داسو، أيربوس، بوينغ وأيروليا التي تتصل بمشاريع لصناعة بعض مكونات الطائرات في تونس. ومنذ بضعة أعوام، نجحت تونس في اجتذاب عدد هام من مؤسسات صناعة مكونات الطائرات في أوروبا والولايات المتحدة، اعتمادا على توفر الكفاءات التونسية المتميزة في هذا الميدان الذي كان ولا يزال حكرا على عدد محدود من الدول واعتمادا بالخصوص على ما توفره الدولة من تشجيعات وامتيازات للمستثمرين الأجانب. وفي وقت يمكن اعتباره قياسيا لدولة مستجدة في مجال صناعة مكونات الطائرات، نجحت تونس في استقطاب قرابة 30 مؤسسة مختصة في هذا المجال تصنع عدة أجزاء من مكونات الطائرات وخصوصا في مجال الأسلاك، وتم تخصيص منطقة واسعة بجهة المغيرة لإنشاء مصانع هذه الشركات. واتجهت نية المسؤولين عن الاستثمار في تونس إلى تطوير القطاع بتنظيم هذا اللقاء الذي حققت دورته الأولى في عام 2008 نجاحا كبيرا، فيما تبدو قائمة المدعوين للمشاركة في الدورة الثانية كبيرة وثرية بالأسماء الشهيرة في عالم صناعة الطيران. وتبعا للمعلومات الأولية حول الدورة الثانية من الملتقى، فإن العشرات من الشركات العالمية من أوروبا والولايات المتحدة تنتظر أن يقدم المستثمرون وممثلو مختلف المصالح الحكومية عروضا حول الإمكانيات المغرية لبلادنا في صناعة مكونات الطائرات وهو ما يفتح الباب واسعا أمام العديد من مشاريع الشراكة وخصوصا المناولة. وتقول مصادر رسمية تونسية للشروق إن حجم التشغيل في قطاع صناعة مكونات الطائرات لايزال محدودا، إلا أنه ذو قيمة كبيرة لأنه يستهدف الإطارات العليا والتقنيين الساميين ذوي المهارة الكبيرة. كما أن هذا القطاع بصدد التطور بنسبة كبيرة جدا وقد يصل إلى 10 آلاف موطن عمل في الأعوام القادمة نظرا لتواصل الطلب من المؤسسات العالمية المعروفة في أوروبا وخصوصا فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة التي تستغل هذا الملتقى لبحث إمكانيات تونس على مستوى الكفاءات والبنية الأساسية والقوانين المنظمة للاستثمار. ويضيف المصدر إن قطاع مكونات الطائرات يتميز بقيمة مالية عالية على مستوى العملة الصعبة. وفي هذا المجال، علمت الشروق أن شركة فرنسية مخت.صة في صناعة مكونات طائرات أيربوس مقيمة في أجاكسيو بجزيرة كورسيكا قد بدأت إجراءات نقل مصانعها إلى تونس. وتفيد مصادر رسمية أن مسؤولين عن الشركة قد زاروا تونس مرارا للإطلاع على ظروف الاستثمار وقوانينه، كما زاروا المنطقة الصناعية بالمغيرة حيث توجد مجمعات «أوريليا» أكبر صانعي مكونات الطائرات في تونس للبحث عن مقر لمصانعها. وتضيف هذه المصادر أن مسؤولي الشركة الكورسيكية قد اختاروا بعث شركة تونسية تحت اسم «CCA Tunisie» يكون إنتاجها من مكونات الطائرات مخصصا تماما للتصدير بما يعزز هذه الصناعة في تونس.