من المنتظر أن تحدث تونس قريبا مركزا جديدا لتكوين الفنيين والمهندسين المختصين في صناعة مكونات الطائرات ودعم الكفاءات في مجال التكنولوجيات والصناعات المتصلة بمكونات الطائرات. ويوفر المركز، الذي يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع، طاقة تكوين تناهز الألف شخص في السنة في مختلف الاختصاصات، فنيين ومهندسين وماجستير ودكتوراه في مجال صناعة مكونات الطائرات. وستتولى الحكومة التونسية توفير الأرض التي سيقام عليها المركز والبناءات مع تأمين ميزانية استغلال وتسيير المركز. في حين ستمول مجموعات دولية مختصة في مجال الطيران على غرار مجموعتي "سفران" و"داسو سيستيمز" الجوانب المتصلة بالهندسة الفنية والهندسة البيداغوجية والتكوين والمكونين والمخابر وتجهيزات الورشات. وعرف قطاع صناعة مكونات الطائرات تطورا ملموسا في تونس إذ ارتفع عدد المؤسسات العاملة في هذا المجال من 7 سنة 2001 إلى 53 حاليا، وينتظر أن يبلغ 150 في أفق 2016 في حين سيرتفع عدد مواطن الشغل المقرر إحداثها خلال نفس الفترة إلى 10 آلاف. وتستعد تونس إلى أن تتحول خلال السنوات القادمة إلى قطب صناعي متخصص في مجال صناعة مكونات الطائرات عبر جذب الاستثمارات المباشرة في هذا القطاع الواعد وذلك عبر تطوير صناعات متقدمة في مختلف الأطر تشمل صناعة الأسلاك الكهربائية وإعداد الجزء الأمامي من الطائرة إضافة إلى إنشاء البرمجيات الخاصّة بأنظمة الأمن والسلامة. واستطاعت تونس الفوز بثقة شركة أيرباص لصناعة الطيران لإقامة مصنع لتصنيع مكونات الطائرات وتجميعها في منطقة المغيرة الصناعية في محافظة بن عروس. ويقوم هذا المصنع بإنتاج وتجميع مجموعة من مكونات طائرات منها أجزاء من هياكل الطائرات التي تصنع من المواد المركبة ذات الصلابة الفائقة والوزن الخفيف. وينتج المصنع اليوم الجزء الأمامي من طائرات "إيرباص". يذكر أن تونس تحتضن سنويا صالونا دوليّا لصناعة مكونات الطائرات "أيروسبايس ميتينغ تونس" وقد شاركت في الدورة الفارطة نحو مائة من أشهر الشركات الدوليّة المتخصصة في صناعة الطائرات ومكوناتها مثل"ايرباص" و"بوينغ" و"بومبارديي" و"زودياك" و"داسو" و"طاليس" و"أيوروليا".