[email protected] ما زاد في مرارة هزيمة منتخبنا الوطني أنها تزامنت مع أيام المونديال حيث يشاهد خلق ا& الكرة في قمّتها وحتى الذين كانوا يمنون النفس بانتصار زملاء حقي على بوتسوانا تأكيدا لانتصارهم الودي الساحق على السودان لمواصلة حديثهم وأسفهم عن تخلف «نسور قرطاج» عن المونديال فقد ذهلوا لما رأوا واقتنعوا بعد رحيل العمر ان من نسميهم «نسورا» أكدوا مرة أخرى انهم «عصافر سطح» وان غيابنا عن المونديال كان نعمة لابد ان نشكر اللّه عليها كثيرا... لأننا ما كنا نستحق حتى الظهور أمام نجوم الارجنتين بعد ان «مرمدتنا» بوتسوانا في عقر دارنا. وعد الحرّ دين قبل لقاء بوتسوانا وعدنا المدرب الجديد مارشان ب«الضرب بقوة».. وها هو يكون عند وعده لأن «الضربة» التي طالتنا كانت قاضية وأقنعتنا ونحن في «فم البير» ان هذا المدرب الذي طاردناه ولاحقناه وروّضناه بقدر قادر غير قادر على تغيير عاداتنا وهفواتنا.. والأخبار المتواترة من قلب التربص تفيد ان شخصيته ضعيفة وانه غير قادر على التحكم في لجام «نجوم الكرة العالمية» الذين نملكهم والذين أفسدوا علاقتنا بالمنتخب بعد ان صنعوا العجب ولم يخلفوا وراءهم غير الغضب.. والتعب. حول خروج غانا خروج غانا من المونديال مثّل نقطة مفارقة بيننا وبينهم... بين الافارقة وبقية شعوب المعمورة.. فركلة الجزاء التي أعلنها الحكم في آخر لحظة من عمر اللقاء مع ورقة حمراء كانت أحلى هدية من السماء.. لكن المشكلة ان الملعب اهتز وكامل غانا ارتجت واللاعب نفسه رغم قيمته الفنية فرح قبل تنفيذ الركلة وبعدها جاءتنا «الركلة» كأفارقة مازلنا نتصرف طبقا للعواطف ونستبق الزمن حتى حين تنصفنا السماء لكننا نختار في كل مرة الاتجاه المعاكس وبالتالي لا عزاء لافريقيا ولا ل«النجوم السوداء». رقص مع الذئاب هناك لاعبون لا يحمدون ا& على نعمه الكثيرة عليهم.. فأغلبهم غادر مقاعد الدراسة منذ «الرابعة د» ولا يفرّق بين «Moteur de recherche» و«بوجيات الموتور» ورغم ذلك يملك ما لا يملكه صاحب دكتوراه دولة وينعم بما لا ينعم به من قضى حياته في نهل العلم... ورغم ذلك ايضا تراه يخبط خبط عشواء فتراه مرة مع الهيئة ومرة مع الاحباء.. وتراه يتشدق بوجود عروض من صنع خياله في الوقت الذي تعلم فيه كل شيء داخل فريقه حتى كيفية لبس سرواله. خسارة... شخصيا استغرب ما يأتيه بعض اللاعبين من تصرفات مخلة بالأخلاق الرياضية رغم انهم يدركون ان عمرهم الكروي قصير جدا قد توقفه إصابة في اية لحظة... اللاعب أيمن السلطاني واحد من الذين أتحدث عنهم... فأنا مقتنع بأن هذا المهاجم من افضل ما نملك على الساحة التونسية وهو الاخطر داخل مناطق الجزاء.. لكن المشكلة ان أيمن نفسه غير مقتنع بهذا والا بماذا نفسّر خروجه من النجم الى باجة ثم عودته بالعز الى «نجم» يتمنى أكبر اللاعبين حمل زيه لكنه مرة أخرى يختار أقرب طريق للخروج عبر سوء السلوك ليتجه الى أمل حمام سوسة. ليت أيمن السلطاني يدرك حقيقة مهاراته.. وليته يدرك اكثر نوعية «الفرس الهاربة به» في زمن يرتع فيه أشباه المهاجمين داخل الفرق الكبرى.