توفي المرجع الشيعي اللبناني البارز السيد محمد حسين فضل الله أمس عن عمر ناهز 75 عاما. وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية اللبنانية أن فضل الله توفي اثر نزيف داخلي حاد تعرض له وأدخل على أثره المستشفي يوم الجمعة الماضي. وقال جعفر فضل اللّه نجل الشيخ أمس أن والده كان حريصا على متابعة القضايا الاسلامية حتى اللحظة الأخيرة من عمره، مشيرا الى أن الأمنية الأخيرة التي عبّر عنها الشيخ حسين فضل الله قبل وفاته والتي سألته عنها الممرضة هي «سقوط اسرائيل هذا الكيان الصهيوني السرطاني بالجسد العربي والاسلامي». ويحظى فضل الله باحترام واسع بين اللبنانيين عموما، وبين الشيعة خصوصا، الذين يقلده عدد كبير منهم، من لبنان ومن خارجه، ويتبعون ما يفتي به. وولد فضل الله في نوفمبر 1935 في العراق، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سن مبكرة جدا، ثم اصبح استاذا للفقه والاصول في الحوزة العلمية الكبرى في النجف. وعاد الى لبنان عام 1966. وكان المرشد الروحي ل«حزب الله» في بداية تأسيسه في الثمانينات، قبل ان يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية. اذ سعى فضل الله الى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي الذي تدخل «ولاية الفقيه» في صلب عقيدته. وأسس فضل الله حوزة «المعهد الشرعي الاسلامي»، وشكل بذلك نقطة البداية لكثير من طلاب العلوم الدينية. كما رعى العديد من المشاريع الخيرية والاجتماعية. ويعتبر فضل الله مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله اتباع في لبنان وخارجه. ومن فتاواه الدعوة الى اعتماد علم الفلك والارصاد في اثبات بدء شهر رمضان وانتهائه، وتحريم التعرض للصحابة وآل بيت رسول الله ے بالسبّ. ويعتبر من الأئمة المناضلين من أجل التقريب بين المذهبين الشيعي والسنّي.