حظي الاخطبوط «باول»بمتابعة اعلامية واسعة في أوروبا والعالم اذ صدق في كل تكهناته وأصاب في كل اختياراته اذ كان لا يأكل بلح البحر الا من المكعب الذي ضم علم المنتخب «المبشر بالفوز». الممرن الاسباني فينستي ديل بوسكي هو الذي اختار اللاعبين وهو الذي وضع الخطط وهو الذي قدّر وحسب ودبّر وناور ليعتلي زملاء تشافي منصة التتويج الا ان هذه الانجازات الباهرة التي أدركها بذكائه وعبقريته كادت تنسب الى «معجزة احد الحيوانات البحرية» اذ لم يجد الممرن الاسباني من الاصداء الاعلامية ما وجده الاخطبوط «باول» فعدد المواقع التي تناولت تنبؤه بفوز اسبانيا فاقت 71000 على الموقع Gooble في حين لم يهتم بالمدرب الاسباني الا حوالي 1800 موقع مما يؤكد ان الاعلام الكروي وجمهوره مهما بلغت عقلانيته يظل مشدودا الى الخوارق والمعجزات... وراء اختيارات الاخطبوط عقل مدبّر يذكر بعد العلماء ان الاخطبوط محدود الذكاء الا انه يعتبر الأذكى في عالم اللافقريات. هذه الحقيقة جعلت علماء البحار لا يكفون عن اختبار خلاياه العصبية وكان باحثان ايطاليان قد أجريا تجربة مع مجموعة من الاخطبوطات في تسعينات القرن العشرين اذ قاما بتعليمها كيفية التمييز بين كرة حمراء وأخرى بيضاء وعندما كان الاخطبوط يختار الكرة الحمراء كان الباحثان يقدّمان له كمية من الغذاء كنوع من المكافأة. أما اذا وقع اختياره على الكرة البيضاء فكان يتم تعريضه كنوع من العقاب لشحنة كهربائية خفيفة تشعره بألم بسيط... هكذا يتبين ان اختيارات هذا الحيوان المائي لا ترجع الى ذكائه انما تعود الى تدريبات يتلقاها وفق رؤيته مجموعة من الاشخاص العارفين بالكرة القادرين على التكهن بالنتائج وفق قرائن علمية سليمة أكدت منذ البداية ان اسبانيا هي الأقوى وهي الاجدر باللقب.