يبدو أن الذي أصبح نجما في البطولة العالمية الأخيرة لكرة القدم ليس الفريق الاسباني حامل اللقب بكل نجومه ولا ذلك المزمار الجنوب افريقي الذي سد آذان العالم أزيزا وزئيرا وحشرجة وإنما الأخطبوط «بول» الذي تنبأ بكل نتائج المرحلة النهائية لأهم المباريات وهو سجين في قفص من ماء وكان صائبا في تنبؤاته التي كذبت منطق أهل الذكر من محللين وممرنين ومعلقين وغيرهم في توقعاتهم. السيد «بول» هذا أصبح مطلوبا في العراق لا للتنبؤ بنتائج الدوري العراقي لكرة القدم. وإنما للتنبؤ بنتائج الأطراح السياسية حتى أن أحد السياسيين العراقيين البارزين سئل متى سيتم تشكيل الحكومة العراقية فأجاب اسألوا الأخطبوط «بول». يبدو ان هذا السياسي العراقي المحنك أراد بهذا الجواب أن يبعث برسالة من تحت الماء من العراق الغريق. ويبدو أن اختناق الغرق جعل هذا السياسي يقول ما لا يعي وإلا بماذا نفسر اختياره للأخطبوط «بول» والحال أن العراق أصبح محمية عالمية لشتى أنواع الأخطبوط ففيها الأخطبوط الأمريكي والأخطبوط الاسرائيلي. والأخطبوط الفارسي والأخطبوط العربي والأخطبوط الكردي والأخطبوط الديني والأخطبوط العرقي والأخطبوط المذهبي والأخطبوط المحلي والأخطبوط المهجن والأخطبوط المربّى تحت العمائم السود. ثم ما الحاجة من أن نسأل الأخطبوط «بول» عمن سيفوز بتشكيل الحكومة العراقية من هذه الأخطبوطات السامة ونحن أدرى الناس كعرب وأصحاب تجربة مريرة مع الأخطبوط بكل أنواعه بأن نتيجة تنافس الأخطبوطات السامة تنتهي دوما بصفر مقابل صفر.