عاد مؤخرا الفنان التونسي الطاهر ضاوي من رحلة عمل الى اليابان استغرقت أسبوعا للاعداد لمشاركته في معرض كانازاوا 2010 الدولي وهو من أعرق المعارض العالمية وأشهرها. شارك في هذه الدورة أربعة وسبعون نحاتا من احدى وعشرين دولة تم اختيارهم بعد مرحلة ترشيحات أولية شارك فيها أربعمائة وسبعون نحاتا من تسع وثلاثين دولة. وتقدم الطاهر ضاوي لهذا المعرض بمنحوتة تحمل عنوان «دانتيلا الزمن» التي يقول عنها إنها حصيلة جملة من التجارب انطلقت منذ سنة 2002، تحاول اختبار حدود المادة التي يشتغل عليها والتقنية التي يستعملها في نفس الوقت، كما تسعى الى البحث عن ردة فعل المتلقي الواعية حين يجد نفسه أمام منحوتة غريبة غامضة مثقلة بخفة التفاصيل التي تعرضها وتحاول التعبير عنها. وهي من جملة المنحوتات المرشحة بقوة للحصول على احدى جوائز هذه الدورة. وللفنان الطاهر ضاوي تجربة هامة، على قصرها في مجال النحت على البلور. وهو يحاول باستمرار أن يذهب إلى أبعد ما يستطيع في هذا الفن، سنده في ذلك تكوين أكاديمي متين حصّله من دراسته فنّ النحت في فرنسا على أيدي أشهر أعلامه وأساتذته، ويساعده أيضا ثقافته الموسوعية واطلاعه على مختلف الاتجاهات الفنية وتمكنه من أدوات فنه وآلياته. والفنان الطاهر ضاوي من القلائل الذين يمارسون فن النحت على البلور على أساس جمالي حديث في مستوى التقنيات وكذلك في مستوى الرؤية. فالشائع هو فن النقش على البلور الذي يستغل عادة لأغراض تزويقية.ومن أشهر أعماله منحوتتان لابن خلدون، واحدة معروضة في المكتبة الوطنية والأخرى نصب قائم في شارع علي البلهوان في مدينة نابل، ونصب ساحة الشهداء بمدينة نابل أيضا والذي شاركه في نحته الفنان حمده بن سالم. اضافة الى العديد من المقتنيات الموجودة في بلدان عديدة مثل فرنسا والأرجنتين وليبيا وغيرها. أما عن التقنية التي يستعملها الفنان الطاهر ضاوي فهي تقنية الترميل (sablage) التي كانت تستعمل في تنظيف المعادن ونزع الشفافية لتزويق سطح البلور، والتي يريد من خلالها تحويل المادة واختبار إمكاناتها وإنطاق طاقتها وصورها الموجودة بالقوة، وفي نفس الوقت اختبار حدود التقنية ذاتها.