بعد ابعاد وإقصاء دام أكثر من ربع قرن عاد الفنان الملتزم لزهر الضاوي الى الظهور في الفضاءات الثقافية بجهة الجنوب الغربي بقفصة وقد أحيا في الفترة الأخيرة عديد الأمسيات سواء بدار الثقافة أو بفضاء البرج في سهرة الباكالوريا. السهرة نظمتها لجنة حماية الثورة وبعض الوجوه عن المجتمع المدني بقفصة والتي لاقت اقبالا جماهريا ومثلت فرصة تلاقي الفنان الملتزم مع جماهيره بمختلف الفئات والشرائح وقد ردّد معه الحضور أغانيه الخالدة التي تجسد أحداثا تاريخية بالجهة مثل أغنية «كاميونة بياش» في إشارة إلى ششهداء بياش وأيضا «يا شهيد» التي تخلّد شهداء الخبزة وغيرها من الأغاني التي يعود تاريخها الى 1978 كدلالة على أن الفن الملتزم لا يموت ولا يطاله الصدأ. لزهر الضاوي تحدث ل«الشروق» أيضا وقال «إن الفنان الملتزم يموت واقفا مثل نخل الجريد»، في إشارة واضحة إلى تغييبه وسجنه الانفرادي مع أشعاره وأغانيه التي لم تخرج للناس طيلة العهد البائد وحتى بعد الثورة بين الضاوي أنه لم يأخذ حظه مثل البقية رغم أنه ألف الجديد بمناسبة ثورة 14 جانفي وقد بلغ انتاجه الجديد الى حدّ الآن 14 أغنية جديدة تخلد كلها أحداث ثورة الكرامة. وتجسد أغانيه أهم المحطات على غرار شهداء الروحية (المقدم العياري) وأيضا أحداث المتلوي وشهداء الثورة المضادة وقد نبذ فيها الجهوية والعروشية إلا أن لزهر الضاوي مع ذلك تذمر ل«الشروق» من فرقة أولاد المناجم التي استغلت عدم ظهوره الاعلامي ونسبت الى نفسها بعض أغانيه على غرار «يا قاري الجريدة» التي يعود تاريخها على حدّ قوله الى 1978 والفرقة أخرجتها في قرص ونسبتها لها وقد أثر فيه ذلك خاصة بعد تصريح صاحب الفرقة المذكورة في أحد البرامج التلفزية بقناة حنبعل بعد أداء الأغنية المذكورة ونسبها لفرقة أولاد المناجم. لزهر الضاوي تألم في صمت ولكنه مع ذلك لا يريد أن يتواصل النزيف ولا بدّ من وضع حدّ للجرح الذي نزف أكثر من ربع قرن ويرى أن الفرصة أصبحت متاحة للأغنية البديلة وللفن الملتزم وأن يرقى الفن ويساير نبض الثورة والشارع.