20 ألف دينار تقريبا هي قيمة العجز المالي الذي خلفه حفل صابر الرباعي ليلة أول أمس الخميس بمهرجان صفاقس الدولي.. العجز كان محل تراشق بالتهم بين هيئة المهرجان والفنان صابر الذي استغل الركح ليقول لجمهوره وأبناء مدينته «أنا جيت نغني رغم التسكرة أي التذكرة غالية..».. التذكرة غالية.. هل هي سبب تواضع الحضور الجماهيري 3 آلاف تقريبا بمن فيهم أصحاب الاشتراكات أم ان نجومية صابر تراجعت حتى بين أبناء عمومته؟ هذا السؤال يجعلنا نعود بالحديث الى العقد المبرم بين صابر الرباعي وهيئة مهرجان صفاقس الدولي والذي تنص بنوده على أن الحفل ب50 ألف دينار تضاف إليها نفقات ثانوية قاربت المليون والنصف، على أن صابر كان قد أحيا حفلا في الدورة الفارطة بعقد قيمته 43 ألف دينار فقط. تراشق بالتهم أمام ارتفاع الكاشي، فكرت هيئة مهرجان صفاقس الدولي في الرفع من سعر التذكرة الى 20 دينارا ويتردد أن الهيئة لما شعرت قبل يومين من العرض بعدم الاقبال على التذاكر، اتصلت بصابر للتفاوض معه قصد التخفيض من سعر «الكاشي» حتى تتمكن بدورها من التخفيض في سعر التذكرة. لكن يبدو أن صابر تمسك بعقده وكان لزاما على الهيئة تبعا لذلك أن تتمسّك بسعر التذكرة المحدد ب20 دينارا لضمان تحقيق توازنها المالي على الأقل، إلا أن صابر لما لاحظ محدودية الحضور الجماهيري في حفله ولرفع التهم عن نفسه ونجوميته التي باتت في الميزان قال «أنا جيت نغني رغم التسكرة أي التذكرة غالية» وهو ما أثار حفيظة الهيئة التي فهمت أن صابر وبهذا التعليق حاول أن يلقي بالكرة في شباك مهرجان صفاقس الدولي. مصدر مطلع من هيئة المهرجان قال ل«الشروق» ان صابر الذي بات الوجه المألوف بالمهرجان كان عليه أن يتفهم الظرف ويخفض قليلا من «الكاشي» ليحافظ حتى على نجوميته على الأقل مرحليا بصفاقس التي كانت نقطة انطلاق اشعاعه العربي. هكذا تصرف صابر وهكذا قالت الهيئة، لكن بين هذا وذاك يمكن القول إن حضور صابر ل5 مرات متتالية بفضاء سيدي منصور كان له الأثر الواضح على عدم الاقبال على سهرته بفضاء سيدي منصور، ثم إن صابر لم يسجل الجديد خلال هذا العام وهو طبيعي أن لا يجد تهافتا عليه، فنجومية الفنان باتت تُقاس بإنتاجاته الجديدة مادام الزمن تغيّر ولم نعد نتحدث عن الروائع بل على الانتاجات والكليبات التي سرعان ما تستهلك من الفضائيات فتموت بسرعة تفوق سرعة انتهاجها، وما يؤكد هذا هو أن البعض من الجمهور الحاضر غادر فضاء سيدي منصور قبل أن يسدل الستار على السهرة. هل يمكن تدارك الموقف؟ والغريب في الأمر أن هيئة مهرجان صفاقس الدولي التي برمجت أكبر العروض للدورة 32، أعدت خطة دعائية كبيرة اتجهت الى الومضات الاشهارية التلفزية والاذاعية والمعلقات والجداريات الضخمة و«سيارة الهادي» الدعائية التي ألفها الشارع وتحولت الى بصمة من بصمات المهرجان، لكن مع ذلك لم تعط هذه الحملة أكلها مع صابر الرباعي الذي خلف خسائر فادحة، لمهرجان صفاقس الدولي في سهرة كان التعويل عليها أكثر من اللزوم. وبعيدا عن الخسائر المادية، نجحت الهيئة في هذه الدورة في استقطاب عدد هام من المطربين الكبار، كما وفقت في التنظيم وجمالية الركح وغيرها من المسائل التنظيمية، لكن سهرة صابر فشلت جماهيريا وماديا وأمل الهيئة الآن في أن تتمكن من تدارك الموقف في بقية السهرات التي تضم وائل جسار وفضل شاكر وجورج وسوف وفوضيل وفارس كرم ونجاة عطية ونور شيبة وحضرة الفاضل الجزيري وغيرها من العروض التي بات التعويل عليها ضروريا لهيئة مهرجان صفاقس الدولي التي عادة ما تحقق توازنها المالي في كل دورة رغم ضعف الدعم المخصص لها من وزارة الاشراف. فهل أن تتمكن الهيئة من ذلك.. أم ان الوضع بات فعلا ينذر بالخطورة..؟