كانت سهرة المطرب التونسي صابر الرباعي مساء يوم الجمعة 6 أوت 2010 من أروع سهرات مهرجان جربة أوليس. هي السهرة التي سجلت حضورا جماهيريا غفيرا جدا. وكل مدارج وكراسي مسرح الهواء الطلق بحومة السوق جربة غصّت بالمتفرجين الذين جاؤوا من جربة ومن خارج الجزيرة بل وكذلك من خارج حدود الوطن من الجماهيرية الليبية ومن الجزائر.. كانت من أروع السهرات التي عاشها جمهور مهرجان أوليس فلقد «تحدى» صابر كل الفنانين اللبنانين الذين اعتلوا من قبله ركح المسرح.. تحدى فضل شاكر وتحدى وائل جسار وتحدى مروان خوري ليحقق حفله نجاحا فنيا وجماهيريا كبيرا رغم الاخلالات والأخطاء التنظيمية التي شهدها الحفل وأغضبت العديد من الجماهير. فلقد تعالت الأصوات وكثر الصياح وتزايدت الاحتجاجات أمام المسرح من قبل العديد من الذين اقتطعوا تذاكرهم والذين كانوا يحملون اشتراكاتهم لكن تم منعهم من الدخول من قبل هيئة التنظيم التي ادعت أن الأطفال لا يمكنهم الدخول الى المسرح وهو ما أحدث الفوضى أمام المسرح خاصة وأن أغلب جمهور صابر الرباعي يتكون من العائلات التي رافقها على الأقل أحد أبنائها الصغار. وحسب ما ذكرت هذه العائلات فإن هيئة التنظيم لم تعلم بذلك مسبقا خاصة وأن كل السهرات السابقة سجلت دخول الأطفال الصغار بل وحتى الرضع ولم يكن هناك أي اعتراض من قبل هيئة المهرجان بل أن دخول الأطفال كان مجانيا وهو ما لم يقع في سهرة صابر. بعض العائلات خيرت العودة الى بيوتها لكن ذلك كان في حالة من الغضب والاستياء. «برافو برافو» سهرة صابر الرباعي كانت من أروع السهرات، صابر أطرب وأمتع وأرقص أغلب الحاضرين في مسرح الهواء الطلق بحومة السوق. غنى ما يزيد على الساعتين وكانت البداية ب«يا دلولة» لكن صابر غيّر «دلولة» بجربة، ليغني «آه يا جربة عليك نموت»، وليقدم بعد ذلك التحية للجمهور قائلا: «مساء الخير مساء الحب مساء النور». ويضيف: «أنا فرحتي ديما كبيرة وقت اللّي نقابلكم وفرحتي كبيرة كيف تكون جربة مسك ختام جولتي في المهرجانات الصيفية..». ثم واصل أمير الطرب الغناء والطرب فغنى «ببساطة» وتغنى بالورد «الورد رمز الوفاء والحب والاخلاص» ومع صابر ردّد الجمهور «الله الله يا بابا سيدي منصور يابابا».. كما غنى «أول رسالة حب» و«عزة نفسي» و«عشيري الغالي» و«صيد الريم» و«مزيانة». وبكثير من الاحساس أطرب بأغنية «صرخة» فردد «كل اللي في الدنيا مصيرو للفناء إلا الكلام الطيب».. وفي ساعة متأخرة من السهرة ومن الليل غنى صابر «يهون الليل»، ولكل الحاضرين من الجنس اللطيف ردّد «ع الطاير» وصابر الرباعي تحدى العالم باللغتين العربية والفرنسية. كل هذه الباقة الغنائية نالت اعجاب الجمهور الذي كان يردّد في كل مرة «برافو برافو» و«بُص شوف صابر بيعمل ايه». ومن ناحيته كان صابر يخاطب هذا الجمهور «نحبكم ونموت عليكم» ويضيف «خمسة وخميس عليكم وتبارك اللّه عليكم». صابر أنعش الميزانية مرة أخرى يحقق صابر الرباعي نجاحا كبيرا في مسرح الهواء الطلق بحومة السوق، هذا النجاح الجماهيري والنجاح الفني مكّن كذلك من نجاح مادي إذ وفر الحفل مداخيل هامة أنعشت ميزانية المهرجان ومكنت من تغطية بعض العجز الذي خلّفته سهرات أخرى وخاصة السهرات التي أحياها الفنانون اللبنانيون الذين يتقاضون أجورهم بالعملة الصعبة وبكاشيات باهظة. هوامش من السهرة المطربة التونسية آمنة فاخر واكبت السهرة وتجاوبت وتفاعلت كثيرا مع صابر الرباعي ومع الجمهور وبعد نهاية السهرة كان لها حديث مع مدير المهرجان، ربما أرادت آمنة أن تكون في برمجة الدورة القادمة؟ ابن صابر الرباعي تواجد في المسرح وكان رفقة الفنان قيس المليتي الذي تربطه علاقة صداقة وعلاقة عمل مشترك مع الفنان صابر الرباعي. حين غنى صابر الرباعي «الورد رمز الوفاء والحب والاخلاص»، صعدت طفلة صغيرة الى الركح وأرادت أن تقدم الى صابر «مشموم فل» لكنها فوجئت بأحد المرافقين للفنان وهو يمنعها من ذلك قبل وصولها الى صابر. أثناء الحفل كان المطرب في كل مرة يرحب بالجمهور وكذلك بالأشقاء العرب المتواجدين في السهرة خاصة من ليبيا والجزائر.