رحل رضوان الكوني بعد رحلة طويلة من العطاء الأدبي والمسرحي والتربوي، كان رضوان الكوني حاضرا على أكثر من وجه وفي أكثر من واجهة وطيلة السنوات التي قضاها فاعلا بجدّية في المشهد الأدبي حافظ على مسافة احترام مع الواجهات الإعلامية على عكس محبّي الإستعراض الذين يتفرّغون لترويج صورهم وأسمائهم أكثر من ترويج إنتاجهم الأدبي. عرفت رضوان الكوني مبكّرا قبل أن ألتحق بالجامعة التونسية من خلال نصوصه وعندما إلتحقت بالعمل الصحفي قبل عشرين عاما في ذلك الخريف من سنة 1990 كان رضوان الكوني من أوّل الذين عرفتهم قراءة وحوارا ومجالسة في مقهى «الكيلت» قبل أن يتخّّذ شكلا جديدا دفع مجموعة نادي القصّة الى هجره الى الطّابق الأرضي لمقهى «الروتندة» صباح الأحد. أخذ رضوان الكوني من مهنة التعليم التي أخلص لها الصرّامة والدقّة والجدّية بالتوازي مع الكتابة الروائية والقصصية والمسرحية والترجمة والتحقيق ففي القصّة أصدر «النّفق» سنة 1983 و«الكراسي المقلوبة» سنة 1973 وأذكر أنّها من أوّل ما قرأت له وفي الرواية كتبا «رأس الدّرب» و«صهيل الرّمّان» و«عيد المساعيد» و«الدراويش يجولون في السّاحة» وفي التحقيق نشر كتابا عن عمر التونسي أثاره وأخباره وفي المسرح كتب إبراهيم الثاني وأمك طنبو ووطن على ظهور العيس وترجم ليونسكو وللسينغالي ماربو فال. رحل رضوان الكوني بعد عطاء غزير وإصرار على الادب ومثابرة وبرحليه يفقد المشهد الأدبي في تونس علامة بارزة في النّقد والسّرد.