لم يرتق الشوط الأول من مباراة النادي الافريقي وضيفه مستقبل قابس إلى مستوى مرموق يعوض عن الجماهير الحاضرة عناء التحول إلى الملعب في طقس حار يشجع الجماهير التي تابعتها عبر شاشة التلفزة على مواصلة الفرجة. المستوى كان ضعيفا جدا خاصة من النادي الافريقي الذي لم يجد أي حلّ لفك طلاسم الخطة الفنية التي وضع تفاصيلها المدرب محمد الكوكي الذي حرص على غلق المنافذ المؤدية إلى مرمى فريقه بتعبئة خط الوسط بأربعة لاعبين واللعب بخمسة مدافعين لخلق كثافة عددية تغلق الرؤية أمام لاعبي الافريقي وتحرمه من المساحات المساعدة على صنع الخطر. فرصتان وإصابتان في الشوط الأول لم نر لعبا جميلا أو على الأقل مقنعا من النادي الافريقي المطالب بصنع اللعب وتحقيق الانتصار لتدارك عثرة الجولة الفارطة في حين كان همّ مستقبل قابس تفادي الهزيمة والعودة إلى قواعده بنقطة التعادل بعد أن اكتوى بنار الهزيمة في لقائه الأول في الموسم على نفس هذا الملعب لذلك كان كل حرصه على هدم هجمات النادي الافريقي قبل حرصه على بناء هجمات قد تربك منافسه. رغم السيطرة الميدانية للافريقي إلا أنه لم يصنع الخطر ولم يهدد مرمى الحارس أيمن زيدان لأن كل الكرات تقريبا كانت تقطع قبل الوصول إلى مناطق عمليات «الجليزة» لذلك لم نشاهد إلا فرصة وحيدة من النادي الافريقي أتت اثر تبادل سريع للكرة وتمريرات قصيرة بين عدة لاعبين لتصل في النهاية إلى العواضي الذي سدد بكل قوة لكن كرته مرت جانبية ورغم سعي لاعبي الافريقي إلى تنويع اللعب إلا أن الخطر كان غائبا. في المقابل توفرت لمستقبل قابس فرصة خطيرة اثر خطإ من المدافع عبد المنعم الدربالي الذي تثاقل في ارجاع الكرة إلى زميله النفزي وكاد المهاجم سايدو ليمام ان يستغل الفرصة لولا الخروج الموفق للحارس وإضافة إلى تعادل الفريقين في الفرص تعادلا أيضا في الاصابات حيث تعرض أمير العكروت إلى إصابة أجبرته على الخروج كما تعرض أيمن منافق إلى اصابة خطيرة جعلته يغادر الميدان إلى المستشفى اثر تدخل عنيف من عبد المنعم الدربالي. انحلال ذهني وهدفان الربع ساعة الأول من الشوط الثاني لم يتغير فيها شكل اللقاء فالافريقي حافظ على طريقة لعبه العقيمة في امتلاك الكرة بلا فائدة والاطناب في التمرير دون التوجه رأسا إلى مرمى المنافس إلا أن لاعبي «الجليزة» لم يستطيعوا المحافظة على جاهزيتهم الذهنية بدرجة أولى وجاهزيتهم البدنية بدرجة ثانية ليرتكبوا خطأين فادحين في محور الدفاع مكنا الافريقي من التسجيل في الدق 62 عن طريق السلامي الذي كان في موقع قلب هجوم ليستغل توزيعة طويلة من حمام وسوء محاصرة من طارق العبدلي ليغالط زيدان بالرجل اليمنى ثم أضاف العواضي الهدف الثاني في الدق 67 بكرة رأسية قوية اثر ركنية نفذها الذوادي وقبلها بثوان قليلة كاد بوشربية أن يغالط حارس مرماه زيدان بعد مخالفة نفذها السلامي. انتعاشة معنوية واستفاقة هجومية هذان الهدفان أنعشا معنويات لاعبي نادي باب الجديد الذين خلقوا عدة فرص مستغلين سوء تمركز مدافعي مستقبل قابس حيث كاد الذوادي أن يسجل الهدف الثالث في الدق 74 اثر توغل ممتاز منه اعتمادا على سرعته لكن الحارس زيدان فسخ هدفا محققا رغم اختلاء الذوادي به. لقطة المباراة حين سجل السلامي الهدف الأول لفريقه اقتلع عصا الركنية واعتمدها كعكاز ليبدو في صورة شيخ هرم ربما للاشارة إلى انه رغم تقدمه في السن إلا أن عطاءه غزير وقادر على صنع الفارق لصالح ناديه باب الجديد. قالوا بعد اللقاء محمد الكوكي (مدرب مستقبل قابس): لعبنا على امكاناتنا وكنا منضبطين تكتيكيا إلى حدود الربع ساعة الأول من الشوط الثاني حيث أضعنا التركيز وتعب اللاعبون شيئا ما لنقبل هدفا اثر خطإ فردي وهدفا ثانيا اثر سوء تمركز كما أننا لم نقلق راحة الافريقي في مناطقه لنخفف العبء عن دفاعنا. فريقي تعرض إلى هزيمتين متتاليتين لكنهما حدثتا أمام فريقين كبيرين وعلى ميدانهما وهذا لن يؤثر على معنوياتنا بل سنعمل خلال الفترة القادمة على اصلاح أخطائنا لنكون في مظهر أحسن. أسامة السلامي (لاعب النادي الافريقي): مازلنا في بداية الموسم ولم نجد نسقنا بعد كما أننا لم نتعود على طريقة اللعب الجديدة للمدرب وعولنا على الكرات الثابتة التي تدربنا عليها جيدا خلال التمارين كما عولنا على خبرتنا لتحقيق الفوز ومع مرور الجولات ستشاهدون الافريقي في أفضل حال ان شاء الله. النادي الافريقي سامي النفزي العيفة مرياح الدربالي السويسي العواضي حمام حضرية (المويهبي) السلامي (غوستافو) الذوادي العكروت (المسعدي) مستقبل قابس: زيدان الصغير المرزوقي بوشربية الزرلي العبدلي منافق (بالربط) الورهاني ساكو إيماني سايدو ليمام