اعتذرت موظفة لشقيقها المقيم معها والمرحل من بلد أوروبي عن تمكينه من مبلغ 50 دينارا مصاريف احتسائه الخمر فعنفها وهشم الاثاث وعند استنجادها بأعوان الامن قام باشعال النار في شقتها مما أدى الى سقوط جزء من سقفها وذلك وسط تونس العاصمة فأصدر قاضي التحقيق بطاقة ايداع بالسجن في حقه في انتظار استكمال الابحاث معه. وجاء في وقائع ملف القضية أن الشاكية وهي فتاة تجاوزت الثلاثين من عمرها تعمل موظفة باحدى المؤسسات العمومية وأصيلة احدى معتمديات ولاية الكاف أقامت لأشهر بمبيت خاص تقيم به عاملات وموظفات بمؤسسات مختلفة ممن اضطررن الى العمل بالعاصمة وهن أصيلات مدن داخل الجمهورية وصرحت الفتاة أمام المحققين أن أحد اشقائها سافر منذ منتصف تسعينات القرن الماضي الى بلد أوروبي وأقام هناك مدة تقارب ال14 عاما، قامت اثرها سلطات ذلك البلد الاوروبي بترحيله، نظرا الى عدم توفره على وثائق اقامة قانونية فعاد الى تونس بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها ومنذ ترحيله اتصل بشقيقته وطلب منها مساعدته فرقت لحاله بدافع الاخوة وارتأت عدم عودته الى مسقط رأسهما باحدى معتمديات ولاية الكاف حتى لا يقع التندر به باعتباره لم يكسب شيئا من اقامته ببلد أوروبي لأعوام طويلة. فتسوغت شقة باحدى العمارات وسط العاصمة. وتحصلت على قرض بنكي قامت بواسطته بتأثيث الشقة حتى تكون اقامة شقيقها معها في أفضل الظروف ومنذ تنقلهما للاقامة سويا بالشقة الجديدة دأبت الشقيقة على تمكين شقيقها بصفة تكاد تكون يومية من مصروفه حتى لا يشعر بالحاجة الى أي كان وذكرت الشقيقة أن شقيقها وعوض النهوض باكرا للبحث عن عمل يحقق به كيانه فإنه تعود على النهوض في ساعات المساء ويتسلم مصروفه الذي يتراوح بين 10 و15 دينارا ثم يغادر الشقة ولا يعود الا في ساعة متأخرة من الليل بحالة سكر ويسهر على مشاهدة التلفاز الى ساعات الصباح الاولى يخلد اثرها مجددا الى النوم وهو ما زاد في اثقال كاهلها باعتبارها متحصلة على قرض يقع خصمه شهريا من مرتبها بمعين مرتفع. وعن الواقعة أفادت الشقيقة أن شقيقها نهض من نومه كعادته متأخرا نهاية الاسبوع الماضي ونزل الى مقهى بجانب العمارة وبعد حوالي نصف ساعة عاد الى الشقة وطلب من شقيقته تمكينه من مبلغ خمسين دينارا باعتباره مدعوا من أصدقاء له لقضاء السهرة بمطعم حانة والعشاء مكلف نظرا الى غلاء أسعاره فاستغربت الشقيقة من طلب شقيقها وأكدت له عجزها عن تلبية مطلبه لعدم توفرها على المبلغ الذي طالب به واستغلت حديثهما لتذكره بضرورة سعيه الى البحث عن شغل وأنها قادرة على مساعدته لايجاد ضالته حتى يساعدها على مجابهة مصاريفهما اليومية. وجاء في تصريحات الفتاة أن كلامها لم يعجب شقيقها وأبدى غضبا كبيرا من رفضها تمكينه من مبلغ 50 دينارا ونهض من مكانه وهو في حالة هيجان ثم شرع في تعنيف شقيقته بالضرب المبرح والحق بها أضرارا بوجهها وصدرها، ثم واصل هيجانه وشرع في تهشيم أثاث الشقة على غرار تعمده اسقاط الثلاجة والتلفاز أرضا وتهشيم محتويات أخرى. وأمام هيجان شقيقها هربت الفتاة من الشقة وهرعت الى أقرب مركز للشرطة للاستنجاد بأعوانه وعند وصول الدورية الامنية الى العمارة التي بها الشقة كانت النيران مشتعلة بها فتم الاستنجاد بأعوان الحماية المدنية الذين حلوا وتمكنوا من اخماد النيران بعد أن أتت على كامل أثاث الشقة واسقطت النيران جزءا من سقفها. وتمكن أعوان الامن من ايقاف الشقيق المظنون فيه، فاعترف بتورطه في حيثيات الواقعة لكنه أنكر احراق الشقة ورد الامر الى امكانية حصول تماس في خطوط الكهرباء المرتبطة بالثلاجة. وباستيفاء الابحاث معه، أحيل المظنون فيه على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، فأصدر في حقه بطاقة ايداع بالجسن في انتظار ما ستسفر عند بقية الابحاث وتقارير الاختبارات الفنية المجراة على الاثاث والجدران التي اشتعلت بها النيران لتحديد أسباب الحريق.