الأكيد أنّ عربًا كثيرين باتوا اليوم في موقعٍ لا يُحسدون عليه! أعني أولئك الذين احترفوا «الجعجعة» ضدّ المقاومة، وأولئك الذين تفنّنوا في «تجميل» إسرائيل. منذ سنوات وهم يؤكّدون أنّ جارتهم الصهيونيّة ملاك في شكل دولة! وأنّها ما كانت لتعتدي على شجرة أرز في لبنان لو لم تمنحها المقاومة الذرائع والمبرّرات؟! وها هي قرية العديسة الحدوديّة تشهد أخطر مواجهة بين لبنان وإسرائيل منذ حرب 2006. فماذا يقترحون اليوم؟ أن تُقتلع أشجار لبنان شجرةً شجرة؟ أن ينسحب الجيش من الحدود؟ أن يُلغى الجيش أصلاً كي يعود الجنود إلى بيوتهم لتبادل عناوين «الدردشة» مع الصهاينة؟ أحد وزراء دولة عربيّة كبرى، اقترح على رئيس الوزراء اللبنانيّ « وقف الاشتباكات فورا وضبط النفس»! فهل يكون هذا هو الاقتراح الأمثل؟ أن يتصرّف الإسرائيليّ ويعربد على أساس أنّه «ضابط صفّ وضابط عفس وضابط رفْس»، وأن يتصرّف اللبناني والفلسطينيّ والعربيّ عمومًا على أساس أنّه مجرّد «ضابط نفس»؟!