تتجه الأنظار حاليا صوب الخطاب القادم للأمين العام ل«حزب اللّه» اللبناني حسن نصر اللّه الذي يتوقّع مراقبون سياسيون بأن يكون قنبلة تدين اسرائيل باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، فيما حمي وطيس الجدل السياسي الداخلي عن الأسباب التي جعلت «حزب اللّه» يقرّر الآن كشف أدلته حول الموضوع. وطرح ما قاله نصر اللّه بشأن قضية اغتيال الحريري بأن الحزب سيكشف الاثنين القادم براهين تصفية اسرائيل لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق تساؤلات لدى فريق «14 آذار» عن سبب تكتّم الحزب على هذه المعلومات والامتناع عن تقديمها الى التحقيق الدولي. تساؤلات «14 آذار» ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن النائب عن كتلة «المستقبل» سمير الجسر قوله: «إذا كانت هذه المعلومات متوفرة لدى السيد نصر اللّه منذ زمن بعيد فلماذا لم يكشف عنها.. أما إذا كان توصّل إليها حديثا فنرى أنه من المفيد والضروري تقديم هذه المعلومات والمستندات الى المحكمة الدولية للتحقيق فيها». وأضاف «كلّ ما نريده معرفة الحقيقة ومن ارتكب الجريمة وأن يقدّم «الجاني» الى العدالة.. ولا نريد أن تُلصق التهم بأناس أبرياء لا علاقة لهم بها..». من جانبه، علّق منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد على معلومات «حزب اللّه»، بالتعبير عن استغرابه من حجب الحزب الذي يحارب اسرائيل القرائن عن لجنة التحقيق والمحكمة الدوليتين. وأردف أنه على حسن نصر اللّه أن يقدّم ما لديه من معلومات الى المحكمة الدولية وليس الى الشعب اللبناني. بدوره، اتهم القيادي في «تيار المستقبل» مصطفى علّوش «حزب الله» بخيانة الوطن والعروبة والقومية في حال ثبت حجبه معلومات تؤكد ضلوع اسرائيل في الحادث. ودعا الحزب الى المسارعة في تقديم الأدلة إذا كانت موجودة فعلا، الى الرأي العام المحلي والعالمي والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. قنابل «نصر اللّه» في المقابل، ذكرت صحيفة «اللواء» اللبنانية أمس أن نصر اللّه فجّر قنبلة قد يكون تأثيرها على الداخل أشدّ وطأة من قنبلته الأولى المتمثلة في اتهام تل أبيب باغتيال الحريري. وأشارت الى أنه لا يصدق أحد ان الأمين العام ل«حزب اللّه» لم يكن مدركا بأن سكوته عن معلومات مهمة في حال حازها قبل 5 سنوات أمر خطير ويساوي جريمة الخيانة العظمى. وشدّدت على أن الحزب وهو ما تؤكده الجهات المقربة من «8 آذار» لم يكن يملك هذه القرائن المدينة لإسرائيل.. وعندما توفرت لديه سارع الأمين العام للحزب الى الوعد بالاعلان عنها الى الرأي العام اللبناني والعربي والدولي حتى يطلع الجميع على الحقيقة. من جهته قال النائب اللبناني وليد جنبلاط في بيروت أمس ان الاتهام السياسي الذي وجهه فريق «14 آذار» الى سوريا باغتيال الحريري لم يكن مستندا الى شيء. وأضاف: «لم يكن هناك من اتهام موضوعي لسوريا وأكاد أقول انه أي الاتهام كان مبنيا على شهود زور حرّفوا كل شيء». ووصف القرار 1559 الذي أقرّه مجلس الأمن الدولي في 2004 ونصّ على انسحاب القوات السورية من لبنان ب«المشؤوم والخطير»، مشيرا الى أنه أخرج بيروت من دائرة النفوذ العربي الموضوعي القومي. في هذه الأثناء، وصف مكتب رئيس الحكومة الصهيونية، اتهام الأمين العام ل«حزب اللّه» اسرائيل باغتيال الحريري، ب«الكلام غير المقبول والفارغ»، على حدّ زعمه.