أكد «حزب الله» أمس مجددا أنه لا يثق بالمحكمة الدولية وأبدى توجسا من طلب المدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بيلمار تزويده بالمعطيات التي قدمها أمين عام الحزب حسن نصر الله في مؤتمره الصحفي الاخير حول احتمال ضلوع اسرائيل في اغتيال رفيق الحريري، وقال انه لن يقدم القرائن الا للقضاء اللبناني. وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» في البرلمان اللبناني النائب نواف الموسوي ان «حزب الله» لا ينوي تقديم المعطيات والقرائن الموجودة لديه حول اغتيال الحريري الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ملك للرأي العام وقال الموسوي ان نصر الله «أعلن المعطيات والقرائن وهي باتت ملكا للرأي العام ولكل مطلع وهي معروضة على الملأ أما نحن فلا نثق بالمحكمة الدولية ولا بالتحقيق الدولي. وأضاف النائب اللبناني طبعا نحن مستعدون لتقديم هذه القرائن الى القضاء اللبناني، فهو تابع للدولة اللبنانية ومن الطبيعي أن يطلع على هذه المعطيات». ونقلت صحيفة «الشرق الاوسط» من جانبها عن مصدر في «حزب الله» قوله ان «المحكمة لم تتمتع يوما بحد أدنى من النزاهة وهي لطالما كانت مسيسة الامر الذي يجعل «حزب الله» ينظر بترقب الى ما يهدف اليه بيلمار خاصة أنه من المستبعد تمكن المحكمة من اجراء تحقيقات مع الطيارين الاسرائيليين لسؤالهم عما صوروه ولعل ما يحصل في ملف «أسطول الحرية» أكبر دليل على حد قوله. ورأى عضو كتلة حزب الله، النائب وليد سكرية، أن «خطوة القاضي بيلمار ظاهريا ايجابية، اذ لم يكن أمامه خيارات أخرى سوى الاخذ بالادلة التي قدمها السيد نصر الله، وهو لو تغاضى عن ذلك لكان أثبت أن محكمته مسيسة حتى العظم وأن قرارها يستهدف من دون أدنى شك جهة معينة مقررة مسبقا». وقال سكرية ل«الشرق الاوسط» ان «حصول بيلمار على القرائن لا ينفي مطلقا أن المحكمة مسيسة منذ نشأتها فهي بنت اتهاماتها ضد سوريا على اعترافات شهود زور وعلى خطابات بعض فرقاء قوى (14 آذار)»، لافتا الى أن «المطلوب اليوم من القاضي بيلمار محاكمة شهود الزور وتبرئة نفسه من المرحلة السابقة ليعطي مصداقية لمحكمته ويفتح صفة جديدة بعيدة عن التسييس». تأجيل القرار الظني؟ في الاثناء ذكرت تقارير صحفية أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط عقد لقاء في باريس مع مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان لبحث امكانية تأجيل القرار الظني المتوقع صدوره من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وذكرت صحيفة «السفير» اللبنانية أن اللقاء عقد بعد اتصال هاتفي جرى بين جنبلاط وفيلتمان هذا الاسبوع اتفقا خلاله على الالتقاء في العاصمة الفرنسية أثناء وجود فيلتمان فيها، في طريقه الى العراق. وأضافت الصحيفة أن المعلومات متضاربة حول مضمون اللقاء، لكن يرجح أن جنبلاط استطلع فكرة تأجيل القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وذكرت صحيفة «السفير» أن المستشار القانوني في السفارة الامريكية في لاهاي التقى هذا الاسبوع مدعي المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري القاضي دانييل بيلمار.