أكد كاتب بريطاني أن الولاياتالمتحدة لا تعتزم مغادرة العراق وانما هي تعيد تسمية احتلالها له، مشيرا الى الامتدادات العسكرية والاقتصادية للاحتلال الامريكي والتي جعلت من العراق بلدا مرتهنا للأمريكان لعدة عقود مقبلة. وكتب شيموس ميلن في صحيفة «الغارديان» البريطانية بالنسبة الى معظم الناس في بريطانيا والولاياتالمتحدة أصبح العراق شيئا من التاريخ وأخذت أفغانستان حصة الاسد من انتباه وسائل الاعلام رغم أن عدد القتلى المدنيين في العراق (الشهر الماضي مثلا) يفوق العدد المسجل في أفغانستان. تسميات جديدة وأوضح الكاتب أن اعلان الرئيس الامريكي سحب قواته من العراق في الموعد المحدد هو أبعد ما يكون عن الحقيقة فالولاياتالمتحدة لا تنسحب من العراق على الاطلاق وانما تعيد تسمية الاحتلال وبالضبط كما تم تغيير عنوان حرب جورج بوش «على الارهاب» الى عمليات الطوارئ في الخارج عندما أصبح أوباما رئيسا سيتم تغيير اسم «العمليات القتالية» الامريكية في العراق الى «عمليات الاستقرار». وكان الناطق باسم جيش الاحتلال الامريكي في العراق ستيفن لانزا صرح بأنه «بصفة عملية لن يتغير شيء فبعد الانسحاب الذي سيتم هذا الشهر سيكون هناك 50 ألف جندي أمريكي في 94 قاعدة عسكرية من أجل تقديم «الاستشارة» وتدريب الجيش العراقي و «توفير الامن» وتنفيذ المهمات «المضادة للارهاب» أي أن ذلك بالنسبة الى الجيش الامريكي يغطي بشكل جيد كل ما قد يرغبون فيه. وأضاف الكاتب أنه اضافة الى ذلك ف«إن الحكومة الامريكية لا تعيد تسمية الاحتلال فحسب، بل انها «تخصخصه» أيضا، فهناك نحو 100 ألف متعاقد من القطاع الخاص يعملون مع القوات المحتلة ومنهم أكثر من 11 ألفا من القوات المرتزقة المسلحة معظمهم من «مواطني دولة ثالثة» عادة من الدول النامية. وأشار الى أن ميزة الاحتلال ذي المصادر الاجنبية هو أن يتحمل آخرون الموت من أجل الحفاظ على السيطرة في العراق. سفارة... أم امارة؟ وتابع الكاتب البريطاني قوله «الواضح الى حد كبير أن الولاياتالمتحدة التي يعادل حجم سفارتها في بغداد الآن حجم حاضرة الفاتيكان ليس لديها نية السماح بانفكاك العراق في وقت قريب، ويمكن العثور على أحد أسباب ذلك في العقود التي تم توقيعها لمدة 20 عاما لتشغيل أكبر حقول النفط العراقية التي سلمت العام الماضي الى شركات اجنبية وبينها ثلاث شركات أمريكية انقليزية كبرى استغلت النفط العراقي خلال فترة الاستعمار البريطاني قبل عام 1958. وقد أعلنت وزارة الخارجية الامريكية أمس أنها تعتزم اجراء تغييرات على مهام سفارتها في العراق بداية الشهر المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي اننا في خضم عملية تغيير كبيرة حيث سيكون هناك تغييرات كبيرة لمهام ومسؤوليات سفارتنا موضحا أن من بين المهام التي ستشهد تغييرا في طبيعتها تدريب رجال الشرطة العراقيين.